ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

البَعث وَالنشور Empty البَعث وَالنشور

الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:35


التعريفُ بالبَعث وَالنشور

المراد بالبعث المعاد الجسماني ، وإحياء العباد في يومي المعاد ، والنشور
مرادف للبعث في المعنى ، يقال : نشر الميت نشوراً إذا عاش بعد الموت ،
وأنشره الله أحياه . فإذا شاء الحق تبارك وتعالى إعادة العباد وإحياءهم
أمر إسرافيل فنفخ في الصور فتعود الأرواح إلى الأجساد ، ويقوم الناس لرب
العالمين ، ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن
فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى
فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) [الزمر : 68]

وقد حدثنا الحق – تبارك وتعالى – عن مشهد البعث العجيب الغريب فقال : (
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ
يَنسِلُونَ - قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا
مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ - إِن كَانَتْ إِلَّا
صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ )[يس
:51-53] .

وقد جاءت الأحاديث مخبرة بأنه يسبق النفخة الثانية في الصور نزول ماء من
السماء، فتنبت منه أجساد العباد ، ففي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو قال
: قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم : " ثم ينفخ في الصـور ، فلا يسمعـه
أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً ".

قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ، ويصعق الناس . ثم
يرسل الله – أو قال : ينزل الله – مطراً كأنه الطَّل أو الظِّلُّ ، (
نعمان أحد رواة الحديث هو الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه
أخرى فإذا هم قيام ينظرون " (1) .

وإنبات الأجساد من التراب بعد إنزال الله ذلك الماء الذي ينبتها يماثل
إنبات النبات من الأرض إذا نزل عليها الماء من السماء في الدنيا ، ولذا
فإن الله قد أكثر في كتابه من ضرب المثل للبعث والنشور بإحياء الأرض
بالنبات غبَّ نزول الغيب ، قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ
الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ
سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء
فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأعراف : 57] . وقال في موضع آخر : (
وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
كَذَلِكَ النُّشُورُ ) [ فاطر : 9 ] .

ولاحظ في كلا الموضعين قوله : ( كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى ) ، (
كَذَلِكَ النُّشُورُ ) ، فإنهما يدلان على المماثلة والمشابهة بين إعادة
الأجسام بإنباتها من التراب بعد إنزال الماء قبيل النفخ في الصور ، وبين
إنبات النبات بعد نزول الماء من السماء . ونحن نعلم أن النبات يتكون من
بذور صغيرة ، تكون في الأرض ساكنة هامدة ، فإذا نزل عليها الماء تحركت
الحياة فيها ، وضربت بجذورها في الأرض ، وبسقت بسوقها إلى السماء ، فإذا
هي نبتة مكتملة خضراء .

والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير ، عندما يصيبه الماء ينمو نمو
البقل ، هذا العظم هو عجب الذنب ، وهو عظم الصلب المستدير الذي في أصل
العجز ، وأصل الذنب . ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بين النفختين أربعون ،
ثم ينزل من السماء ماء ، فينبتون كما ينبت البقل ، وليس في الإنسان شيء
إلا بَلي ، إلا عظم واحد ، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة " .

ولمسلم طرف في عجب الذنب ، قال : " إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض
أبداً، فيه يركب يوم القيامة ، قالوا : أي عَظْم هو يا رسول الله ؟ قال :
عجب الذنب " .

وفي رواية له وللموطأ وأبي داود والنسائي قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق ، وفيه يركب
" (2) .

وقد دلت النصوص الصحيحة أن أجساد الأنبياء لا يصيبها البلى والفناء الذي
يصيب أجساد العباد ، ففي الحديث الذي يرويه أبو داود ، وصححه ابن خزيمة
وغيره : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " (3) .

--------------------------------

(1) صحيح مسلم : (4/2259) ، ورقمه : 2940 .

(2) جامع الأصول : (10/421) ، ورقمه : 7941 .

(3) انظر فتح الباري : (6/488) .

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى