- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
ادريس عليه السلام
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:06
قال الله تعالى : " واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا
نبيا * ورفعناه مكانا عليا " فإدريس عليه السلام قد أثنى عليه ووصفه
بالنبوة والصديقية ، وهو خنوخ هذا . وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله
عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب .
وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام .
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم ، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة
وثماني سنين . وقد قال طائفة من الناس : إنه المشار إليه في حديث معاوية
بن الحكم السلمي لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل
فقال : " إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك " .
يزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك ، ويسمونه
هرمس الهرامسة ، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيرة الأنبياء
والعلماء والحكماء والأولياء .
وقوله تعالى : " ورفعناه مكانا عليا " هو كما ثبت في الصحيحين في حديث
الإسراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة .
وقد روى ابن جرير عن يونس عن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم ،
عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : سأل ابن عباس كعباً
وأنا حاضر فقال له : ما قول الله لإدريس : " ورفعناه مكانا عليا " ؟ فقال
كعب : أما إدريس فإن الله أوحي إليه : إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل
بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً ، فأتاه خليل له من
الملائكة فقال : إن الله أوحي لي كذا وكذا ، فكلم ملك الموت حتى أزداد
عملاً ، فحمله بين جنياحيه ثم صعد به إلى السماء ، فلما كان في السماء
الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس
، فقال : وأين إدريس ؟ قال هو ذا على ظهري ، فقال ملك الموت : يا للعجب .
بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة ، فجعلت أقول : كيف أقبض
روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض ؟ فقبض روحه هناك . فذلك قول الله عز
وجل : " ورفعناه مكانا عليا " .
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها ، وعند فقال لذلك الملك : سل لي ملك الموت
كم بقي من عمري ؟ فسأله وهو معه : كم بقي من عمره ؟ فقال : لا أدري حتى
أنظر ، فنظر فقال : إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين ،
فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر .
وهذا من الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة .
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : " ورفعناه مكانا عليا " قال : إدريس
رفع ولم يمت كما رفع عيسى ، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ، ففي هذا نظر ،
وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك . فلا ينافي ما تقدم عن كعب
الأحبار . . والله أعلم .
وقال الوفي عن ابن عباس في قوله : " ورفعناه مكانا عليا " رفع إلى السماء
السادسة فمات بها ، وهكذا قال الضحاك . والحديث المتفق عليه من أنه في
السماء الرابعة أصح ، وهو قول مجاهد وغيره واحد ، وقال الحسن البصري : "
ورفعناه مكانا عليا " قال : إلى الجنة ، وقال قائلون : رفع في حياة أبيه :
يرد بن مهلاييل . . والله أعلم . وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح ،
بل في زمان بني إسرائيل .
قال البخاري : ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس : أن إلياس هو إدريس ،
واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء : أنه لما مر
به عليه السلام قال له : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ولم يقل كما
قال آدم وإبراهيم : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح . قالوا : فلو كان
في عمود نسبه لقال كما قالا له .
وهذا لا يدل ولا بد ، لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيداً ، أو لعله قاله
على سبيل الهضم والتواضع ، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم
أبي البشر ، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد . .
صلوات الله عليهم أجمعين
نبيا * ورفعناه مكانا عليا " فإدريس عليه السلام قد أثنى عليه ووصفه
بالنبوة والصديقية ، وهو خنوخ هذا . وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله
عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب .
وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام .
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم ، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة
وثماني سنين . وقد قال طائفة من الناس : إنه المشار إليه في حديث معاوية
بن الحكم السلمي لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل
فقال : " إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك " .
يزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك ، ويسمونه
هرمس الهرامسة ، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيرة الأنبياء
والعلماء والحكماء والأولياء .
وقوله تعالى : " ورفعناه مكانا عليا " هو كما ثبت في الصحيحين في حديث
الإسراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة .
وقد روى ابن جرير عن يونس عن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم ،
عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : سأل ابن عباس كعباً
وأنا حاضر فقال له : ما قول الله لإدريس : " ورفعناه مكانا عليا " ؟ فقال
كعب : أما إدريس فإن الله أوحي إليه : إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل
بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً ، فأتاه خليل له من
الملائكة فقال : إن الله أوحي لي كذا وكذا ، فكلم ملك الموت حتى أزداد
عملاً ، فحمله بين جنياحيه ثم صعد به إلى السماء ، فلما كان في السماء
الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس
، فقال : وأين إدريس ؟ قال هو ذا على ظهري ، فقال ملك الموت : يا للعجب .
بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة ، فجعلت أقول : كيف أقبض
روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض ؟ فقبض روحه هناك . فذلك قول الله عز
وجل : " ورفعناه مكانا عليا " .
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها ، وعند فقال لذلك الملك : سل لي ملك الموت
كم بقي من عمري ؟ فسأله وهو معه : كم بقي من عمره ؟ فقال : لا أدري حتى
أنظر ، فنظر فقال : إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين ،
فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر .
وهذا من الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة .
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : " ورفعناه مكانا عليا " قال : إدريس
رفع ولم يمت كما رفع عيسى ، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ، ففي هذا نظر ،
وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك . فلا ينافي ما تقدم عن كعب
الأحبار . . والله أعلم .
وقال الوفي عن ابن عباس في قوله : " ورفعناه مكانا عليا " رفع إلى السماء
السادسة فمات بها ، وهكذا قال الضحاك . والحديث المتفق عليه من أنه في
السماء الرابعة أصح ، وهو قول مجاهد وغيره واحد ، وقال الحسن البصري : "
ورفعناه مكانا عليا " قال : إلى الجنة ، وقال قائلون : رفع في حياة أبيه :
يرد بن مهلاييل . . والله أعلم . وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح ،
بل في زمان بني إسرائيل .
قال البخاري : ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس : أن إلياس هو إدريس ،
واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء : أنه لما مر
به عليه السلام قال له : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ولم يقل كما
قال آدم وإبراهيم : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح . قالوا : فلو كان
في عمود نسبه لقال كما قالا له .
وهذا لا يدل ولا بد ، لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيداً ، أو لعله قاله
على سبيل الهضم والتواضع ، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم
أبي البشر ، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد . .
صلوات الله عليهم أجمعين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى