ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
كنوزالجزائر
كنوزالجزائر
انثى
عدد الرسائل : 125
العمر : 51
العمل/الترفيه : موظفة
تاريخ التسجيل : 20/01/2009
http://google.com

معلومات عن كتاب..........؟؟ Empty معلومات عن كتاب..........؟؟

الثلاثاء 10 نوفمبر 2009, 23:09
السلطوية في التربية العربية

يأتي هذا الكتاب محاولة لإلقاء بعض الضوء على مظاهر السلطوية في التربية العربية ونتائجها، في وقت أخذت تشهد فيه منطقتنا العربية مرحلة بدأت تتعالى فيها أصوات كثيرة تدعو إلى مراجعة التربية العربية، وإعادة النظر فيها وإخضاعها للفحص والتدقيق، لزيادة جرعة الحرية فيها وتخليصها من القيود التي تكبل الطلاب وتحريرها من كل إشكال التسلط والقهر والتعسف والعنف، حتى تتمكن من خلق فرد قادر على مواجهة زمان أصبح للعولمة فيه تأثير كبير في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص مع ما تفرضه من تحديات وتوجده من قضايا.
والسلطوية برأي الكاتب هي الخضوع التام للسلطة ومبادئها بدلا من التركيز على الحرية التي باتت تتفشى في كثير من جوانب التربية العربية حتى كاد يسودها ما سماه البعض "نهج اغتيال العقول والنفوس".
مظاهر السلطوية في العملية التعليمة
-الكتاب: السلطوية في التربية العربية
-المؤلف: د. يزيد عيسى السورطي
-عدد الصفحات:287
-الناشر: سلسلة عالم المعرفة, الكويت
-الطبعة: الأولى/أبريل 2009

يرى الكاتب في هذا الفصل بأن ما يميز طرق التدريس هي أساليب نقل المعرفة ومضامين المنهاج إلى المتعلمين باستخدام نظريات التعلم ومبادئها وغيرها من مكتشفات سيكولوجية، وتقنيات ذات علاقة بطبيعة المعرفة ونظامها.
لكن ما يحزن في طرق التدريس الرئيسة التي تستخدم على نطاق واسع في معظم مدارسنا العربية غلبة طريقة التلقين أو ما سماه البعض بـ"التعليم البنكي" الذي ينحصر دور الطلاب فيه في الحفظ والتذكر وإعادة ما يسمعونه من دون أن يتعمقوا في مضمونه. فيتحولون بذلك إلى أوان فارغة يصب فيها المعلم كلماته ويصبح التعليم نوعا من الإيداع، الطلاب فيه هم البنوك.
ولا يقتصر شيوع التلقين على ساحة التعليم المدرسي، بل يتعداها ليشمل التعليم العالي بشكل عام، فقد أشار تقرير عن الجامعات أعد في إحدى الدول العربية إلى أن التدريس فيها يعتمد أساسا على أسلوب المحاضرة وقلما يستخدم التدريب العملي الجيد.
وبرأي الكاتب فإن التلقين طريقة تدريس قد تعمق التسلط وتغرس الاستبداد ويستخدمها بعض المعلمين كسوط يقوي الإذعان والخضوع في الطلاب، ويفرض هيمنة المعلمين وسلطتهم ويبرز عدد من النتائج السلبية، كاعتماد الطالب على الترديد والحفظ وغياب أي مجال للتساؤل والفهم، مما يقود إلى الاستسلام والقبول دون اعتراض ويصبح العقل عاجزا عن التحليل والمعرفة.
وهكذا تنشأ أجيال في ظل نظم تربوية مجرد ببغاوات تردد ما تسمع، وبالتالي فإن التلقين طريقة لا تبني شخصية المتعلم ولا تنمي عقله وتفكيره بل تضعف إنسانيته وتكاد تلغي كيانه، لأنه كثيرا ما يمارس من خلالها علاقة تسلطية، حيث سلطة المعلم لا تناقش حتى أخطاؤه ولا يسمح بإثارتها وليس من الوارد الاعتراف بها.

ولا تقتصر السلطوية في التلقين بل تتعداها إلى المناهج الدراسية حيث يسود المفهوم التقليدي للمنهج الذي يقيد الطالب بالكتاب المقرر بصفته الأوحد للمعرفة، وقد أجرى أحد الباحثين دراسة على بعض الكتب المدرسية العربية واستنتج أن تلك الكتب لا تحاول أن تقدم في تفسير الأحداث من خلال وجهات نظر متعارضة ليلم الطالب بجميع الجوانب بل تعود الطالب التفسير الواحد والرأي الواحد والذي هو سمة سلطوية بارزة من سمات عدد من المناهج العربية التي تفتقر إلى الوسائل التي تؤدي إلى تنمية شخصية الطالب بشكل متوازن ومبدع.

مظاهر السلطوية في الجانب الإداري للتربية
"
تتميز الإدارة التربوية في حالتنا العربية بغلبة طابع التسلط عليها وكثيرا ما يأخذ ذلك شكل المركزية الشديدة التي تعني الاتجاه نحو تركيز السلطة والرجوع إلى ديوان الوزارة في كل القرارات المنظمة للعمل
"يرى الكاتب بأنه في الوقت الذي يعني فيه الإشراف التربوي إقامة تفاعل بين المعلم والمشرف يؤدي إلى تغيير إيجابي في سلوك المعلم, نجد العكس من ذلك في مدارسنا العربية لأن المشرفين غالبا ما يشعرون المعلمين بأنهم مجرد تلاميذ صغار يتعلمون على أيدي أساتذتهم المشرفين، حتى يكاد ينطبق على العلاقة بين الطرفين وصف أحد المربين لها بأنها "نوع من الحرب الباردة".
وكذلك تتميز الإدارة التربوية في حالتنا العربية بغلبة طابع التسلط عليها وكثيرا ما يأخذ ذلك شكل المركزية الشديدة التي تعني الاتجاه نحو تركيز السلطة والرجوع إلى ديوان الوزارة في كل القرارات المنظمة للعمل.
وبرأي الكاتب فإن هذا الطابع إنما يعبر بدرجة أو بأخرى عن الفلسفة الإدارية السائدة التي تضع الإدارة العامة في خدمة الحاكم أو الفئة الحاكمة والتي تعطي أهمية أقل للفئات التي تقدم إليها الخدمة.
ولا يقتصر الأمر على هذا البعد بل يتعداه إلى الإدارة الصفية، فما زالت النظرة لإدارة الصف تقليدية ينصب الاهتمام فيها على الاتجاه العلاجي الذي ينصب على فرض الضبط داخل الغرفة حتى لو اقتضى الأمر اللجوء إلى السلطوية من خلال استخدام القوة والققطة واعتبار الضبط هدفا بحد ذاته مما يجعل التعلم أمرا ثانويا.

السلطوية في التسليع التربوي
التسليع التربوي هو أحد مظاهر السلطوية التربوية العربية التي تعمل على تحويل التربية من رسالة سامية إلى سلعة تجارية تباع وتشترى ويستطيع البعض الحصول عليها بينما يعجز البعض الأخر عن ذلك.
ولذلك فإن التسليع التربوي كثيرا ما يوفر بيئة ملائمة لبروز التسلط والمطامع الشخصية والمكاسب الفردية وطغيان المنافع الذاتية على المصالح الجماعية.
ولعل مظاهر التسليع التربوي في الوطن العربي عديدة منها:
- الدروس الخصوصية التي هي مثال حي على النظر إلى التربية كسلعة يقدمها البائع (المعلم) إلى المشتري (الطالب) ففي مصر على سبيل المثال أنفق ما يزيد على سبعة مليارات جنيه مصري على الدروس الخصوصية في أحد الأعوام الدراسية، وقد أسفر هذا الواقع عن إضعاف التزام الطلبة بالمثل والمبادئ المجتمعية العليا خلال ما يرونه من تهافت أساتذتهم على المال ليتحولوا إلى "تجار شنطة" مما يتناقض مع الموقع العظيم الذي تبوأه المعلم في التراثين العربي والإسلامي.
"
مظاهر التسليع التربوي في الوطن العربي عديدة منها: الدروس الخصوصية (أنفقت مصر في أحد الأعوام الدراسية ما يزيد على سبع مليارات جنيه), وأيضا المدارس والجامعات الخاصة حيث أخذت بعض الحكومات العربية أخيرا تنسحب تدريجيا من مسؤولية التعليم
"- المدارس والجامعات الخاصة حيث أخذت بعض الحكومات العربية أخيرا تنسحب تدريجيا من مسؤولية التعليم بحجة أنه أصبح عبئا غير محتمل يثقل كاهل الدولة، مما فتح الباب بمصراعيه لدخول رجال الأعمال والمستثمرين إلى مجال التعليم، على الرغم من أن لا علاقة لهم بالعملية التعليمية التي ينظرون إليها على أنها سلعة تدر المكاسب فقط، بالإضافة لوجود اتجاه داخل الدولة نفسها آخذ يتنامى من خلال دعوتها لخصخصة التعليم العالي عبر خلق برامج التعليم الموازي.
وأما أسباب التسليع برأي الكاتب فعديدة لعل أخطرها ما تشهده ثقافتنا العربية المعاصرة من شيوع في التفكير يعتمد على المنفعة الذاتية والخاصة حيث تسود مصلحة الشخص ومنافعه وموقعه وطموحاته.
وكما يعد الاختراق الغربي لأجزاء واسعة من الوطن العربي أحد العوامل التي تسهم في فرض التوجهات السلعية، حيث إنه يعمق الفردية والخيار الشخصي ويعطل فاعلية العقل، وينمط الذوق ويقولب السلع مستهدفا تكريس نوع من الاستهلاك الترفيهي.

اللفظية والماضوية في التربية
ومن مظاهر السلطوية في التربية العربية سيطرة اللفظية التربوية التي تحول التربية من أفعال تنبض بالحياة إلى أقوال جامدة ومن سلوكيات عملية حية إلى تنظير منفصل عن الواقع، ومن روح تسري في المجتمع إلى مجرد ظاهرة صوتية.
فاللفظية هي استخدام كلمات رنانة لا تحتوي في حقيقة الأمر على مضمون كبير بل أشبه بالشعارات السياسية التي تكتب بصياغة فضفاضة وأسلوب يغلب عليه الزخرف والزخرفة.
وبرأي المؤلف فإن معظم نظمنا التربوية بات يغلب عليها الطابع الماضوي والذي يعد أحد مظاهر السلطوية التربوية، حيث يقهر الطلبة والمعلمون بتربية ضعيفة الصلة بهم وبحاضرهم ومستقبلهم ومشكلاتهم، ويعودون للماضي وتصادر حياتهم من العيش في الحاضر واستشراف المستقبل، وفي ضوئها ينظر إلى قضايا المستقبل بروح مشبعة بالحنين وأسيرة لقوالب الماضي، لذلك نجد الكثير من مدارسنا وجامعاتنا تتعامل مع الماضي وكأنه سلطة لا يرد أمرها وتنظر إلى المستقبل على أنه مجرد شيء معنوي غامض.
إلا أن هذا النقد لهذه الظاهرة لا يعني التبرؤ من الماضي أو التنكر له، لأن في التعليم والتعلم أنشطة توضح الترابط والتفاعل بين الماضي والحاضر، فمن دون الماضي لا وجود للغة والتراث والتقاليد التي يمكن البناء عليها، لكن الإكثار من الهجرة إلى الماضي وإلغاء الحاضر وضعف النظرة إلى المستقبل هي تصرفات انسحابية.
وأما مظاهر الماضوية في التربية العربية فعديدة منها ما يتعلق بالأهداف التربوية التي تميزت في دولنا بالثبات النسبي، فقلما جرى تحديثها وتطويرها لتعكس التغيرات السريعة، ونادرا ما تهتم باستشراف المستقبل ومعالجة قضاياه.
فعلى سبيل المثال وضعت الأهداف التربوية في تونس في العام 1958م، وصدرت وثيقة الأهداف التربوية في ليبيا في العام 1974، وأعدت الأهداف التربوية في الأردن في العام 1964، ووضعت الأهداف التربوية السورية في العام 1967، ولم تعدل كل تلك الأهداف التربوية تعديلات حقيقة بعد ذلك.
هذا بالإضافة إلى أن هذه الأهداف تفرض بشكل غير ديمقراطي، حيث إنها تعد بطريقة تسلطية ومن دون مشاركة شعبية حقيقة واسعة، بل غالبا ما تكلف لجنة من عدد محدود من الخبراء والمختصين لصياغتها. وبالتالي ينتج عن ذلك أن كلا من الطالب والمعلم باتا ينظران إليها بوصفها أهدافا غريبة عنهما ومفروضة بشكل قهري.
"
المناهج الدراسية تشير إلى استمرار الفرض التعسفي القهري لمناهج كانت سائدة منذ نصف قرن ولا تمت إلى المعاصرة بصلة ما جعل كثيرا من مجتمعاتنا تعيش في هذا العصر ولا تعاصره بل تعاصر مجتمعات القرن السابع عشر والثامن عشر
"وكذلك الأمر بالنسبة للمناهج الدراسية التي تشير إلى استمرار الفرض التعسفي القهري لمناهج كانت سائدة منذ نصف قرن ولا تمت إلى المعاصرة بصلة، مما جعل كثيرا من مجتمعاتنا تعيش في هذا العصر ولا تعاصره بل تعاصر مجتمعات القرن السابع عشر والثامن عشر.
ولعل أسباب هذه الماضوية عديدة منها ما يتعلق بالواقع الحالي الذي غالبا ما يكتفي بالتغني بأمجاد الماضي فقط من دون نظر حقيقي إلى المستقبل ومتطلباته، مما يضعف الثقافة ويقف حجر عثرة أمام تقدم المجتمع لأن الاكتفاء بالماضي كما قال مالك بن نبي ينتج ثقافة تعبر عن مرض اجتماعي لوسط لم تعد لديه الوسيلة أو الهم الذي يدفعه إلى التغلب على نواحي ضعفه فيلجأ إلى الماضي طلبا للحلول.
كما أن الأسرة العربية التي هي أساس المجتمع ونواته الأولى لا تزال عموما في بنيتها وأسلوب تنشئتها لأبنائها محافظة وتقليدية تركز على اقتفاء أثر الماضي والنظر إليه كشيء مقدس يجب عدم نقده أو دراسته وتنقيته.
نتائج السلطوية في التربية العربية
يبرز الكاتب في نهاية كتابه أهم نتائج السلطوية وآثارها كإعادة إنتاج التسلط معاهد التعليم التي يلتحق بها طلاب من كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية -وبما يحملون من مظاهر التسلط التي يكتسبونها من مصادر شتى- لا تعمل على تحرير الطلاب من تلك المظاهر بل تساهم في إعادة إنتاجها وتقويتها لكونها ميدانا يعج بالسلطوية.
كما أنها تؤدي إلى إضعاف النظام التعليمي، فعلى سبيل المثال أشارت نتائج دراسة أجريت في إحدى الدول العربية بشأن التسرب إلى أن 62% من الطلبة المتسربين عبروا عن كرههم للمدرسة بسبب سوء التدريس والإدارة وسوء معاملة المعلمين لهم وتعرضهم للعقاب.
أما النتيجة الأخطر برأي الكاتب فهي زيادة مستوى الاغتراب لدى المعلمين والطلاب والتي تعني الوجود الجسدي أو المادي للمجتمع والانفصال الروحي والنفسي عنه، وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وعدم الرضا عن أوضاع المجتمع ونظمه وقيمه وعقليته السائدة مع الشعور بعدم القدرة على التأثير في الشؤون الخاصة والعامة، بالإضافة لشعور الفرد بغياب المعنى في حياته وغياب القيم الثابتة أو انحلالها وتناقضها وازدواجيتها، مما ينتج عن ذلك الفردية المتطرفة والانتهازية والنفعية والاعتماد على الحظ والمصادفات.

ولانني رأيت فيه شيء يفيد نقلته لكم اخواني علكم تستفدون مع خالص التحايا .
اختكم كنوزالجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى