البيئة والمجتمع: بيئتنا ... موت مؤجل

البيئة والمجتمع:
بيئتنا ... موت مؤجل

لم تتعرض بيئة في عموم الدنيا، الى كوارث ومحبطات انسانية، مثل ما تعرضت
له البيئة العراقية، والتي خاضت حروبا كوارثية، وجعلتها في آخر طابور الانتظار،
لعل أياديٍ تعنى بالشأن الانساني العام، تربت على اخضرارها، وتعيد إليها بعض بهاء
ما دمرته الويلات، فمن التلوث الشعاعي في حلبجه الجريحة الى الالغام التي تملأ شط
العرب ومايحيط به من مزارع وبقاع شاسعة، ومن كارثة موت النخيل وتحولاته الغربية
الى احزان الاهوار التي صارت مثالا للتراجعات البيئية كل يوم، اما المدن العراقية
الكبيرة منها والصغيرة، فهي تعيش تلوثا اجباريا، طرفه الاول عوادم المركبات التي
تجاوزت المعقول الى الملوثات المائية وعدم الاهتمام بالنظافة وحسن اعتماد التشجير
ومعالجة الازمات البيئية بفهم صحي وصحيح .

اننا نعيش وضعا مأساويا، يحتم علينا إعادة الحسابات بسرعة وبدقة لكي لا
تنشأ اجيالنا القادمة وسط خراب بيئي يؤدي الى كوارث نفسية وصحية واجتماعية، ولكن
من تراه يعيد تلك الحسابات؟ أهو المواطن الذي لم تتوافر له حتى اللحظة أبسط مقومات
الوعي البيئي، ولايعرف حتى كيفية التعامل مع الموجودات البيئية بإخلاص وحب،
وطمأنينة، ام هي الحكومة التي انشأت وزارة للبيئة، لتعلن انها مقتنعة بإيجاد منافذ
تسهم في التحسن البيئي؟ لكنها ابقت الوزارة الفتية على حالها لاحول لها ولا قوة،
سوى تلك التصريحات القوية، المقرعة والتي لم تستطع حتى الان من ايجاد الحلول
الناجحة.

اننا نحتفل بيوم البيئة، ونقيم الندوات، والمؤتمرات، ونحاول، ولكن السؤال
يظل يطرق فوق رؤوسنا ما الفائدة....؟ ونحن لا نلقي اللوم على احد، ونبرأ انفسنا،
رغم معرفتنا التامة، اننا المعنيون بالخلاص البيئي، وان لابيئة سليمة،
وصحيحة، وصحية دون انسان يعي دوره في الزمان والمكان الذين يشغلهما..

لنحتفل.. ولكن مع الاحتفال دعونا .. نحاسب انفسنا اولا... لان البيئة
العراقية تعيش موتا مؤجلا... ونحن من يتحمل المسؤولية.