- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
طريقة النجاة منه
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:52
سبق أن بينا أن المسلمين قبيل خروج الدجال تكون لهم قوة كبيرة ، ويخوضون
حروباً هائلة ، يخرجون منها منتصرين ، فيأتي الدجال للقضاء على القوة
الإسلامية التي تكون قد هزمت أقوى دولة في ذلك الوقت وهم الروم ، ويكون
المسلمون قد استعادوا القسطنطينية ، وفتحوها ، ويصرخ الشيطان بهم أن
الدجال قد خلفهم في ذراريهم ، فيتركون الغنائم ، ويعودون إلى ديارهم ، ثم
يخرج الدجال ، فلا يضع المسلمون سلاحهم، ولذلك فإن عيسى عندما ينزل يجد
المسلمين " يعدون العدة للقتال ، ويسوون الصفوف " (1) . ولا شك أن على كل
مسلم في ذلك الحين أن ينضم إلى القوة الإسلامية الحاملة لراية الجهاد في
سبيل الله ، وأن يثبت على الحق مهما اشتد البلاء ، وهذا ما أوصانا به
رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهو يحدثنا عن خروج الدجال ، حيث يقول : "
إنه خارجٌ خَلَّةً بين الشام والعراق ، فعاث يميناً وعاث شمالاً ، يا عباد
الله اثبتوا " (2) .
ولا يجوز للمسلم أن يأتيه وإن كان واثقاً من نفسه ، فإن معه من الشبهات ما
يزلزل الإيمان ، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عمران بن حصين أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن
الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فيتبعه ، مما يبعث به من الشبهات ، أو
لما يبعث به من الشبهات " (3) .
ولا بأس على الذين لا يطيقون مقاومته أن يفروا من طريقه ، وهذا ما يفعله
كثير من الناس في ذلك الزمان ، ففي صحيح مسلم عن أم شريك ، قالت : سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليفرَّنَّ الناس من الدّجال في الجبال
" (4) . فإن اضطر المؤمن إلى مواجهته ، فعليه أن يقوم بالأمر ، ويصدع
بالحق ، ويحسن الحجاج ، ففي الحديث : " إن يخرج وأنا فيكم ، فأنا حجيجه
دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم
" وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم ما يكشف عن بصيرتنا فيه
، فهو جسم مرئي ، يأكل ويشرب ، والله لا يرى في الدنيا ، والله منزه عن
الطعام والشراب ، وهو معيب العين ، كما في الحديث : " إنه شاب قطط ، عينه
طافئة ، كأني مشبهه بعبد العزى بن قطن " (5) ، ومن كان كذلك فإن دعواه
الألوهية والربوبية كذب وافتراء ولا شك .
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة
الكهف : " فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف " (6) ، وفي حديث
أبي أمامة : " وإن من فتنته أن معه جنة وناراً ، فناره جنّة ، وجنته نار ،
فمن ابتلي بناره فليستغث بالله ، وليقرأ فواتح الكهف ... " (7) وقد جاء في
الأحاديث الصحيحة : " من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال "
( وجاء بعضها من أول سورة الكهف ، وفي بعضها من آخر سورة الكهف .
وقد يقال : لم كانت قراءة فواتح سورة الكهف ، وخواتمها أمان من الدجال ؟
قال بعضهم : لأن الله أخبر في طليعة هذه السورة أن الله أمَّن أولئك
الفتية من الجبار الطاغية الذي يريد إهلاكهم ، فناسب أن من قرأ هذه الآيات
وحاله كحالهم أن ينجيه كما أنجاهم .
وقيل : لأن في أولها من العجائب والآيات التي تثبت قلب من قرأها بحيث لا
يفتن بالدجال ، ولا يستغرب ما جاء به الدجال ، ولم يلهه ذلك ، ولم يؤثر
فيه .
ومما يعصم المسلم من الدجال أن يلجأ إلى أحد الحرمين الشريفين مكة أو المدينة ، فإن الدجال محرم عليه دخولها .
وقد ذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف واجه ذلك الرجل الصالح الدجال
، وصدع في وجهه بالحق ، وكيف أنه لم يلن له بالقول ، كما سبق ذكر الأحاديث
التي تكشف حقيقة ما معه مما يشبه الجنة والنار .
ومما ينجي العبد من الدجال الالتجاء إلى الله والاحتماء به منه ومن فتنته
، وقد جاءت النصوص النبوية آمرة المسلم بالاستعاذة بالله من فتنته ، ففي
صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال " (9) .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ دائماً بعد التشهد من فتنة الدجال ،
فيقول: " اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة
المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال " (10) .
--------------------------------
(1) رواه مسلم : (4/2221) ، ورقمه : (2897) .
(2) رواه مسلم : (2/2252) رقم الحديث : (2937) .
(3) جامع الأصول : (10/354) ورقم الحديث : (7846) .
(4) صحيح مسلم ، كتاب الفتن، باب في بقية أحاديث الدجال ، (4/2266) ، ورقم الحديث : (2944) .
(5) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن ، باب ذكر الدجال : (4/2252) ،ورقم الحديث : (3937) .
(6) المصدر السابق .
(7) رواه ابن ماجة والترمذي والحاكم بإسناد صحيح ، صحيح الجامع : (6/674) ، ورقمه (7752) .
( النهاية لابن كثير : (1/154) وبعض هذه في السنن ، وبعضها في الصحاح .
(9) صحيح البخاري ، في كتاب الفتن ، باب ذكر الدجال ، فتح الباري: (13/90) .
(10) صحيح البخاري ، كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، ورواه مسلم في صحيحه ، في باب ما يستعاذ منه في الصلاة .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى