- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
وفاة إبراهيم الخليل وما قيل في عمره
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:24
ذكر ابن جرير في تاريخه : أن مولده كان في زمن النمرود بن كنعان ، وهو -
فيما قيل - الضحاك الملك المشهور ، الذي يقال إنه ملك ألف سنة ، وكان في
غاية الغشم والظلم .
وذكر بعضهم أنه من بني راسب الذي بعث إليهم نوح عليه السلام ، وأنه كان إذ
ذاك ملك الدنيا ، وذكروا أنه طلع نجم أخفى ضوء الشمس والقمر ، فهلك ذلك
أهل ذلك الزمان ، وفزع النمرود فجمع الكهنة والمنجمين وسألهم عن ذلك ،
فقالوا : يولد مولود في رعيتك يكون زوال ملكك على يديه ، فأمر عند ذلك
بمنع الرجال عن النساء ، وأن يقتل المولودون من ذلك الحين ، فكان مولد
إبراهيم الخليل في ذلك الحين ، فحماه الله عز وجل وصانه من كيد الفجار ،
وشب شباباً باهراً ، وأنبته الله نباتاً حسناً ، حتى كان من أمره ما تقدم .
وكام مولده بالسوس وقيل ببابل وقيل بالسواد من ناحية كوثي وتقدم عن ابن
عباس أنه ولد ببرزة شرقي دمشق فلما أهلك الله نمرود على يديه هاجر إلى
حران ، ثم إلى أرض الشام ، وأقام ببلاد إيليا كما ذكرنا ، . وولد له
إسماعيل وإسحاق . وماتت سارة قبله بقرية حبرون التي في أرض كنعان ، ولها
من العمر مائة وسبع وعشرون سنة فيما ذكر أهل الكتاب . فحزن عليها إبراهيم
عليه السلام ، ورثاها رحمها الله ، واشترى من رجل من بني حيث يقال له
عفرون بن صخر مغارة بأربعمائة مثقال ، ودفن فيها سارة هنالك .
قالوا : ثم خطب إبراهيم على ابنه إسحاق فزوجه رفقا بنت بتوئيل بن ناحور بن
تارح ، وبعث مولاه فحملها من بلادها ومعها مرضعتها وجواريها على الإبل .
قالوا : ثم تزوج إبراهيم عليه السلام قنطوراً فولدت له زمران ، وبقشان ،
ومادان ، ومدين ، وشياق ، وشوح . وذكروا ما ولد كل واحد من هؤلاء أولاد
قنطوراً .
وقد روى ابن عساكر من غير واحد من السلف ، عن أخبار أهل الكتاب في صفة
مجيء ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام أخباراً كثيراً الله أعلم بصحتها
. وقد قيل إنه مات فجأة ، وكذا داود وسليمان . والذي ذكره أهل الكتاب
وغيرهم خلاف ذلك .
قالوا : ثم مرض إبراهيم عليه السلام ، ومات عن مائة وخمس وسبعين ، وقيل
وتسعين سنة ، ودفن في المغارة المذكورة التي كان بحبرون الحيثي عند امرأته
سارة التي في مزرعة عفرون الحيثي ، وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق صوات الله
وسلامه عليهم أجمعين ، وقد ورد ما يدل على أنه عاش مائتي سنة كما قاله ابن
الكلبي .
فقال أبو حاتم بن حبان في صحيحه : أنبأنا المفضل بن محمد الجندي بمكة ،
حدثنا علي بن زياد اللخمي : حدثنا أبو قرة ، عن ابن جريج ، عن يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرون ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين
سنة " .
وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق عكرمة بن إبراهيم وجعفر بن عون العمري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد عن أبي هريرة موقوفاً .
ثم قال ابن حبان : ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر وهم :
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ،
عن ابن عجلان ، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
اختتن إبراهيم حين بلغ عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ،
واختتن بقدوم " .
وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم روى ابن حبان عن عبد الرزاق أنه قال : القدوم اسم القرية .
قلت : الذي في الصحيح أنه اختتن وقد أتت عليه ثمانون سنة ، وفي رواية :
وهو ابن ثمانين سنة ، وليس فيهما تعرض لما عاش بعد ذلك . . والله أعلم .
وقال محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي : زاد في تفسير وكيع عنه فيما ذكره
من الزيادات ، حدثنا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ،
عن أبي هريرة قال : كان إبراهيم أول من تسرول ، وأول من فرق ، وأول من
استحد ، وأول من اختتن بالقدوم ، وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك
ثمانين سنة ، وأول من قرى الضيف . وأول من شاب .
فكذا رواه موقوفاً . وهو أشبه بالمرفوع ، خلافاً لابن حبان . . والله أعلم .
وقال مالك عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان إبراهيم أول من أضاف الضيف
، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قص شاربه ، وأول الناس رأى الشيب . فقال
: يارب . . ما هذا ؟ فقال الله : وقار فقال : يا رب . . زدني وقاراً .
وزاد غيرهما : وأول من قص شاربه ، وأول من استحد ، وأول من لبس السراويل .
فقبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولد ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان
بن داود عليه السلام ببلد حبرون ، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم . وهذا
متلقى بالتواتر أمة بعد أمة وجيلاً بعد جيل من زمن بني إسرائيل وإلى
زماننا هذا ، أن قبره بالمربعة تحقيقاً . فأما تعيينه منها فليس فيه خبر
صحيح عن المعصوم . فينبغي أن تراعى تلك المحلة وأن تحترم إحترام مثلها ،
وأن تبجل وأن تجل وأن يداس في أرجائها ، خشية أن يكون قبر الخليل أو أحد
أولاده الأنبياء عليهم السلام تحتها .
وروى ابن عساكر بسنده إلى وهب بن منبه قال : وجد عند قبر إبراهيم الخليل على حجر كتابة خلقه :
ألهى جهولاً أمله يموت من جاء أجله
ومن دنا من حتفه لم تغن عنــه حيلــه
وكيف يبقى آخراً من مـات عنـه أولـه
والمرء لا يصحبـه في القبر إلا عملـــه
* * *
ذكر أولاد إبراهيم الخليل
أول من ولد له : إسماعيل من هاجر القبطية المصرية ، ثم ولد له إسحاق من
سارة بنت عم الخليل ، ثم تزوج بعدها قنطوراً بنت يقطن الكنعاية فولدت له
ستة : مدين ، وزمران ، وسرج ، ويقشان ، ونشق ، ولم يسم السادس ، ثم تزوج
بعدها حجون بنت أمين ، فولدت له خمسة : كيسان وسورج ، وأميم ، ولوطان ،
ونافس .
هكذا ذكره أبو القاسم السهيلي في كتابه التعريف والأعلام .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى