كيف تكون طبيبا أو طبيبة جيدة

من الصعب
جدا أن تكون طبيبا لتُعالج قضايا المُجتمع من منظار ما تراه عينك و تراه
أعين الناس كما تراه أنت تماما .. لأنه من الصعب أن تقول بحقيقة ما رأيت في
ظل وجود من يرفضون البوح بالحقائق . كثير ما أسمع بأن نصف الحل معرفة
المُشكلة .. و لو نظرت لهذا المثل بمنطقية فهو منطقي جدا و لا يحتاج إلى
شاهدي عدل يقرون بصحته بل هو مُحاكاة لأمر طبيعي .. و لكن تخيل معي أيها
القارئ الكريم بأنه في أحد المُجتمعات المُقدسة هنالك من هم مُستعدون لشن
هجوم مُضاد عليك لو تجرأت و تفهوت بحقيقة أي مُشكلة تراها عينك في هكذا
مُجتمع ؟؟

ما هو السبب يا تُرى ؟

هنالك سببين رئيسيين في نظري:

1- وجود مصلحة ما. لا يعلم أحد بهذه
المصلحة بشكل جازم و لكن سلوك هؤلاء في مثل هذه المواقف يجعل الإنسان السوي
أن يتساءل و يقول : ما هي المصلحة يا تُرى ؟؟ فأنا رأيت كذا و كذا كما
رأوه هم و لكنهم لا يُريدون القول بما رأوا !!!!
2- الجهل و الهمجية الفكرية. أن يكونوا
أتباع لمن لهم مصالح مُعينة .. فلا عقل في رؤسهم و لاهم يحزنون . هم فقط
أدوات في أيدي من تُسول له نفسه العبث.


مثال :

كيف لي أن أمنع أو أقلل من مظهر سيئ في هذا
المُجتمع كالتحرشات مثلا و هنالك من لا يُريد القبول بالتشخيص الحقيقي
لوجود مثل هذا المرض و هو تربية الشباب ثقافيا و دينيا و مُجتمعيا و حتى
سلوكيا .. فهبوط التربية في هذه المجالات سبب رئيسي بل هو السبب الرئيسي
الوحيد في وجود مثل هذه المُشكلة . و الشاهد : هو أننا نعيش ( على الأقل
منذ خرجت للحياة الحقيقية واعيا و تربيت على أفكار مثل هؤلاء خارج منزلي )
تحت رحمة النظرية التي تُشير إلى وجود الخطأ في غير مكانه من باب سد
الذرائع .. و للآن لم تقل نسبة المُشكلة و لم يحصل أي تغيير !!! كيف لعاقل
أن يستمر على دواء لعشرين سنة بدون أن يُحدث أي تغيير على مرضه بدون اللجوء
إلى طبيب آخر للحصول على تشخيص آخر عله يفي بالغرض و يأتي بالحل المرجوا
منه ؟؟ هل قلت (كيف لعاقل ؟؟)

و هنالك العديد من الأمثلة التي لا أود طرحها لكي لا أطيل أكثر ..

من هم هؤلاء :

هؤلاء هم أشخاص يعتقدون بأنهم أحفاد الرسل و
أوصياء الله على خلقه يعتقدون بأن ما توصلوا له في هذه الحياة من علم لم
يتعلموه و لم يستنتجوه بأنفسهم بل رددوه كالببغاء بأنهم أصبحوا في الدرجات
العليا من الجنة و ما دونهم قابعون في الدرك الأسفل من النار. بعتقدون
بأنهم الصلاح لهذا المُجتمع و لا يُدركون بأنهم سبب الخراب فيه مذ ظهروا
فيه كخلايا سرطانية لا تتوقف عن الإنتشار في أحشائه ..

تراهم هنا وهناك يتطاولون على الرحمن
بتحريم و تحليل .. تكفير و إدخال في الإسلام .. كيفما اتفق و كيفما اشتهت
أنفسهم .. يعيثون في الأرض فسادا بإسم الدين و ما هم للدين أو من الدين في
شئ !!! .. ترى أصابع الإتهام تسبق أصواتهم فإن ترتدي خلاف ما يرتدون أو
تلفظ بخلاف ما يلفظون أو حتى تفكر بعكس ما يفكرون .. ستكون كالفاجر المعلون
في نظرهم .. و لن يكتفوا بهذا قبل الترويج لما صاغته عقولهم البالية عنك و
إن استطاعوا سيوجهون لك الأذى !! ..

الخلاصة :

هنالك الكثير من الإنحدارات التي نعيشها
أخلاقيا و ثقافيا و سلوكيا و مُجتمعيا .. و الأسباب هو ابتعاد الناس عن
الدين الذي نزل على رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و اتباع ما أخاطه بعض
المغرضين من الناس و فصلوه على ما تبتغيه أهواءهم و أنفسهم .. حيث أصبح
الطعام الحلال هو ما يأكلون و اللباس الحلال هو ما يلبسون و الماء الحلال
هو ما يشربون و القول الحق هو ما ينطقون به و يقولون !!! إلخ . هنالك من
يرفض الإعتراف بوجودهم .. إما لأنه منهم أو لأن الخراب و أذى الناس يشبعان
قريحتهم المريضة ..

كيف لنا أن ننتشل المُجتمع من الخراب و نحن
لسنا قادرين على تجاوز مشكلة الإعتراف بوجود المُشكلة و توجيه العصا نحو
الخلل عينه و ليس على ما حوله ؟؟

كثير هو الصراخ ألما بسبب ما يعانيه المُجتمع .. و كم يُمتع (هؤلاء) صراخكم !!!

تحياتي
لتكن جريئا في طلب المعرفة

لكل من يهمه الامر اللهم وفقنا للخير وما فيه خير لنا
امين

الواضح أن الامر يتطلب اعادة هيكلة لعقول البشرية

كلنا بشر و للكل الحق في هذه الحياة لكن للاسف لا هروب من واقع المراكز و المراتب

فنحن نعيش عصرا للامبراطوريات لكن بشكل خاص يجعل من الطبيب الاها و من عامل النظافة لا شيئ

هذا في مجتمع بسيط بالطبع بعيدا عن مراتب اكبر و درجات اعلى نحن في غنى عن لحديث عنها

:لكن الواقع الذي لابد ان يكون هو كما يقول المثل :اعطيهني فاهم و لاهلا قرا

لا اعلم ان كنت في سياق الموضوع لكن المهم شكرا