ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب Empty سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

الجمعة 28 أغسطس 2009, 03:03
كثير هم الدعاة والحكماء والبلغاء في تلك الفترة ، ولكن
قليل منهم المخلصين الذين انبثقت عقيدتهم ومنهجهم من منهج أهل السنة
والجماعة ... لذا " لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين،
والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي
دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم، لما كان الحديث عن هؤلاء
المصلحين المشار إليهم، وعن أخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، مما تشتاق إليه
النفوس، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين ، وكل راغب في
الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق، رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح
كبير، وداعية غيور، ألا وهو الشيخ المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في
القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية ...

هو المصلح العظيم وباعث النهضة الإسلامية في العصر الحديث الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي.

لقد عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم
في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين
موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون
كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين،
وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه
مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيرا.

ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الأحسائي . فقد كتب
عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب
كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل.

وممن كتب عنه أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن
الإمام الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن
تاريخ حياته، وعن غزواته وجهاده.

وممن كتب عنه من خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح،
فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي ، فقد كتب عنه وسماه:
المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم
الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني ، فقد كان في زمانه وقد كان
على دعوته. فلما بلغه دعوة الشيخ سُر بها وحمد الله عليها.

وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني ، صاحب نيل
الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء
والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته
ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل ، وما كان عليه من سيرة حسنة،
ودعوة صالحة، وجهاد صادق ، وأن أشرح قليلا مما عرفته عن هذا الإمام
الرباني حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لُبْس، أو شيء من شك في حال
هذا الرجل، ودعوته، وما كان عليه .

مولده
ولد الإمام ( محمد بن عبد الوهاب )
في عام (1115) هجرية، هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في
عام (1111) هجرية، والمعروف الأول: أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها
أفضل الصلاة وأكمل التحية.

نشأته وتلقيه العلم
تعلم على أبيه في ( بلدة العيينة ) وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمه الله
عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد ، شمال غرب مدينة الرياض، بينها
وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متر، ولد فيها رحمة الله عليه، ونشأ نشأة
صالحة .
قرأ القرآن مبكراً قبل بلوغ العاشرة وكان ذكيا حاد الفهم أخذ العلم عن
والده وغيره ثم ذهب لطلب العلم إلى البصرة ومكة والمدينة و الإحساء
وغيرها، ثم عاد إلى نجد. كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر داعيا إلى
توحيد الله وإقامة حدوده ونبذ الشرك والبدع التي انتشرت في وقته ولاقى في
سبيل ذلك أذى كثيرا رحمه الله .
اجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيها
كبيرا، وكان عالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة. ثم بعد بلوغ الحلم
حج وقصد بيت الله الحرام، وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف. ثم توجه إلى
المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها وأخذ العلم عنهم
، انتقل وارتحل وأخذ عن عدّة مشايخ أجلاء وعلماء فضلاء منهم :

1.والده الشيخ عبدالوهاب بن محمد التميمي رحمه الله مفتي نجد ، أخذ عنه الفقه بعد أن حفظ القرآن عليه عن ظهر قلب.
2.الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف النجدي المدني ، وقد قرأ عليه وأجازه بكل ما حوى .
3.الإمام المحدث محمد حياة السندي رحمه الله ، وكان له أكبر الأثر في
توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله ، والتخلص من رق التقليد الأعمى
والاشتغال بالكتاب والسنة . وقد كان أحد مشايخه في علم الحديث .
4.الشيخ محمد المجموعي صاحب البصرة رحمه الله ،وهو عالم جليل أقام عنده - الشيخ محمد - في البصرة وقرأ عليه.
5.الشيخ علي أفندي داغستاني - رحمه الله - جلس يدرس عليه في المدينة النبوية وأجازه .
6.الشيخ عبدالطيف العفالقي الأحسائي - رحمه الله ، ولقد أجاز الإمام محمد بن عبد الوهاب بكل ما حواه .
7.الشيخ إسماعيل العجلوني -رحمه الله
8.الشيخ عبدالله بن سالم البصري -رحمه الله ، وذكر ما قرأ عليه وهو في الثانية عشر من عمره .
9.الشيخ صبغة الله الحيدري - رحمه الله ،وقد أخذ عنه ببغداد.

وغيرهم من العلماء وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها، كما سمع عن عبد
الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني. ثم رحل الإمام المجدد لطلب العلم إلى
العراق ، فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم،
وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ، ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن
الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله
عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر من هنالك من العلماء
واشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه
بعض علماء السوء بالبصرة، وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من
أجل ذلك، وكان من نيته أن يقصد الشام، فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة
الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير، وتوجه من المعدنير إلى الإحساء واجتمع
بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم توجه إلى بلدة حريملاء وذلك
- والله أعلم - في العقد الخامس من القرن الثاني عشر في عام 1140 هجرية أو
ما بعدها، واستقر هناك، ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم، والدعوة في
حريملاء حتى مات والده عام 1153 هجرية، فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه،
وهم بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار، فعلم بهم
بعض الناس فهربوا ، وهكذا لما اشتهر أمره عاداه كثير من الناس ـ كما هي
سنة الله فيمن دعا إلى الحق ـ إما جهلا أو حسدا وعنادا للحق ، وبعد ذلك
ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه .

وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر،
وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين، الذين يعتدون على الناس بالسلب
والنهب والإيذاء، هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من
الشيخ أنه ضدهم، وأنه لا يرضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم،
والحد من شرهم، غضبوا عليه وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه، ثم
انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر ، فنزل عليه
ورحب به الأمير، وقال قم بالدعوة إلى الله ، ونحن معك وناصروك، وأظهر له
الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه.

فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل، وتوجيه الناس
إلى الخير، والمحبة في الله رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة، وعظم
صيته، وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ
للأمير عثمان: دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على
غير هدى، وأن الله عز وجل لا يرضى بهذا العمل، والرسول  نهى عن البناء
على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد،
وحصل بها الشرك فيجب هدمها، فقال الأمير: لا مانع من ذلك، فقال الشيخ: إني
أخشى أن يثور أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هنالك قريبة من القبر، فخرج
عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة. ومعهم الشيخ رحمة الله عليه،
فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها.
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك. فباشر الشيخ هدمها
وإزالتها، فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه " .

وكانت دعوته السلفيّة المباركة - طيب الله ثراه - مستمدة من سنة النبي
الأمين  ، والسلف الصالح – تنبع من صميم منهاج أهل السنة والجماعة . كانت
تحرر العقل من البدع والخرافات والشعوذة التي كانت تتغذى من واقع التخلف
وقيم الدولة العثمانية ومراحل الانحطاط في الواقع العربي، حيث كانت بداية
التأسيس العلمي والحضاري للمجتمع الجديد.

ولم يكن يقصد - رحمه الله - فالرجوع إلى سيرة السلف الصالح إلى الرجوع
بالتاريخ إلى الوراء ولا استنساخ أي تجربة من تجارب الماضي وإنما استلهم
قوة تلك الفترة، أما اعتبار الفوارق الزمنية واختلاف العصور وما ينتج عن
ذلك من خلاف طبيعة الحلول، فتلك أمور كانت تعتبر من المسلمات ولم تكن
موضوع نقاش في كتابات الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - طيب الله ثراه –
ولم يكن الشيخ يوماً مقلداً، وإنما كان مجتهد عصره، ومدرسته منفتحة على
المذاهب الأربعة وتتبين الفارق بين خرافات التصوف في الدولة العثمانية في
القرن الثامن عشر ومناهج التربية الروحية في الإسلام.

والناظر في دعوة الشيخ يجد أنها امتداداً لفهم السلف الصالح للكتاب
والسنة، ولم تكن وليدة دعوة الإمام بل كانت أيضاً امتداداً للعلماء عبر
القرون مثل الأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم والشيخ عبد الله بن
إبراهيم بن سيف، الذي تتلمذ الإمام على يده ، وأيضا فقيه صنعاء محمد بن
إسماعيل الصنعاني، والعالم المجتهد محمد الشوكاني، فالعقيدة السلفية التي
دعا لها الشيخ - رحمه الله - إنما هي عقيدة حضارية كاملة وليست مجرد دعوة
منحصرة في واقعها المحلي ، أو مرتبطة بظروف البداوة فقط كما يعتقد البعض
كما ذكرت . فدعا إلى محو كل ما هو مخالف للإسلام الصحيح، والعودة إلى
الإسلام في صورته الأولى، في بساطته وطهارته ونقائه، وصدق التوحيد واتصال
العبد بربه من غير واسطة ولا شريك.

وكان الإمام " محمد بن عبد الوهاب " يرى أن ما لحق بالمسلمين من ضعف وسقوط
إنما هو بسبب ضعف العقيدة، والبعد عن التوحيد، فقد كانت العقيدة الإسلامية
في أول عهدها صافية نقية من أي شرك، وبهذه العقيدة وحدها انتصر المسلمون
وفتحوا العالم.

وكانت ترتكز دعوته المباركة على عدّة ركائز أهمها:
1.الدعوة إلى التوحيد الخالص من شوائب الشرك صغيره وكبيره.
2. الإتباع التام لسنة رسول الله  الخالص من شرور الابتداع والخرافات حتى لو كان يسيرا.
3. الدعوة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، بفهم علماء السلف، وجعلهما
المصدر الأساس للدين والبعد عن الجمود على التقليد إذا استبان الدليل، مع
البعد عن علم الكلام.
4. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يلزم من ذلك من نشر العلم الشرعي والجهاد في سبيل الله وإقامة الحدود والرد على أهل الباطل.
5. إحياء مبدأ الولاء للمؤمنين ولو كانوا أبعد الناس والبراء من المشركين والملحدين ولو كانوا أقرب الناس

دعوته إلى التوحيد
كان – يرحمه الله - حنبلي المذهب، يميل إلى الشدة في التعاليم الدينية،
ولا يأخذ بالرخص، فاستنكر كثيرًا من البدع الفاشية بين المسلمين، ورأى
فيها شركًا بالله، ودعا إلى التوحيد، وتنقية الدين من البدع والخرافات،
وتخليصه مما داخَلَه من انحراف، فدعا قومه إلى نبذ البدع، وطرح كل ما لم
يرد في القرآن والسنة من الأحكام والتعاليم، والرجوع بالدين إلى فطرته
النقية وبساطته الأولى، وسعى إلى تنقية العقيدة من تلك الشوائب والشبهات،
والعودة إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصافية؛ ولذلك فقد أُطلِقَ على
تلاميذه وأتباعه اسم " الموحدين أو السلفيين " ، وأما اسم "الوهابيين"
الذي عُرفوا به في الوقت المعاصر ، فقد أطلَقَهُ عليهم خصومهم، واستعمله
الأوروبيين والغربيين حتى صار عَلمًا عليهم .

وقد قامت دعوته – رحمه الله - على فكرة التوحيد، فالتوحيد أساسه الاعتقاد
بأن الله وحده هو خالق هذا الكون، وأنه هو المسيطر عليه، وواضع قوانينه
التي يسير عليها، وليس في الخلق من يشاركه في خلقه ولا في حكمه، ولا من
يعينه على تصريف أموره؛ فهو وحده الذي بيده الحكم، وهو وحده الذي يملك
النفع والضر، وليس في الوجود من يستحق العبادة والتعظيم سواه.

لماذا يهاجمون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
واجهت دعوة الشيخ – رحمه الله تعالى – منذ بداية ظهورها حملةً ضارية
وعداءً سافراً، سواءً من قبل أمراء وحكام، أو من قبل بعض المنتسبين إلى
العلم، وقد تنوعّت أساليب هذه المعارضة وتعددت جوانبها من تأليف وترويج
الكتب ضد هذه الدعوة السلفية التجديدية، وتحريض الحكام عليها، ورميها
بالتشدد والتكفير وإراقة الدماء.
وقد تحدّث الشيخ – رحمه الله – عن هذه الهجمة قائلاً: "فلما أظهرت تصديق
الرسول فيم جاء به سبّوني غاية المسبة، وزعموا أنّي أكفر أهل الإسلام
وأستحل أموالهم" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/26).

ويصف الشيخ عداوة الخصوم وفتنتهم في رسالته للسويدي – أحد علماء العراق –
فيقول _رحمه الله_: "ولبّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس،
وكبرت الفتنة وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله" (مجموعة مؤلفات الشيخ
5/36).

ولاحظت من خلال استقراء كتب خصوم هذه الدعوة أن غالبهم إما من الروافض أو
غلاة الصوفية، فالروافض ينافحون عن وثنيتهم وعبادتهم للأئمة، وكذلك
الصوفية يفعلون.
وعمد العلمانيون في هذه البلاد – ومن تأثّر بهم من التنويريين والإصلاحيين
– إلى الطعن في هذه الدعوة من أجل التوثّب على قواعد الشريعة والتفلّت
منها، ومنهم من شغب على هذه الدعوة؛ لأن ثوابت هذه الدعوة كالجهاد في سبيل
الله ، وبُغْض الكافرين والبراءة منهم تعكِّر ما يصبوا إليه من ركون إلى
الدنيا وإيثار للسلامة والسلام مع الكفار، فهدف أرباب العقول المعيشية أن
يأكلوا ويقتاتوا بسلام ولو على حساب وأد الثوابت العقدية والقواطع الشرعية.

وأما عداوة الغرب لهذه الدعوة فقديمة قدم هذه الدعوة المباركة، فما إن
سقطت الدرعية سنة 1234هـ على يد إبراهيم باشا حتى أرسلت الحكومة
البريطانية مندوبَها مهنئاً على هذا النجاح، ومبدياً رغبة الإنجليز في سحق
نفوذ الوهابيين بشكل كامل ! لا سيما وأن الإنجليز – وفي ذروة غطرستهم
وهيمنتهم – قد كابدوا أنواعاً من الهجمات الموجعة من قبل "القواسم" أتباع
الدعوة، وذلك في بحر الخليج العربي.

ولا عجب أن يناهض الغرب هذه الدعوة الأصيلة، فالغرب يدين بالتثليث والشرك
بالله ، وهذه الدعوة قائمة على تحقيق التوحيد لله ، وأُشرب الغرب حبّ
الشهوات المحرمة وعبودية النساء والمال، وهذه الدعوة على الملة الحنيفية
تدعو إلى التعلّق بالله ، والإقبال على عبادته والإنابة إليه، والإعراض
والميل عما سوى الله سبحانه وتعالى.

وأما عن أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية، فيمكن أن نجمل ذلك في الأسباب الآتي
1- غلبة الجهل بدين الله ، وظهور الانحراف العقدي على كثير من أهل
الإسلام، فالتعصب لآراء الرجال والتقليد الأعمى، وعبادة القبور، والتحاكم
إلى الطاغوت، والركون إلى الكفار والارتماء في أحضانهم.. كل ذلك مظاهر
جلية في واقع المسلمين الآن، وهذه الدعوة تأمر باتباع نصوص الوحيين، وتدعو
إلى عبادة الله وحده، وتقرر أن من أطاع العلماء أو الأمراء في تحليل ما
حرّم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله ، وتنهى
عن موالاة الكفار، وتقرر أن مظاهرة الكفار ضد المسلمين من نواقض الإسلام،
فلما أظهر الله تعالى هذه الدعوة السلفية استنكرها الرعاع وأدعياء العلم
والعوام؛ لأنها خالفت عوائدهم الشركية ومألوفاتهم البدعية.

2- ومن أسباب هذه الحملة الجائرة: ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها
من التهم الباطلة والشبهات الملبسة، فقد كُذب على الشيخ محمد بن عبد
الوهاب كما "كُذب على جعفر الصادق"، ومثال ذلك رسالة ابن سحيم – أحد
الخصوم المعاصرين للشيخ – حيث بعث برسالة إلى علماء الأمصار، يحرّضهم ضد
الشيخ، وقد حشد في تلك الرسالة الكثير من الأكاذيب والمفتريات، ثم جاءت
مؤلفات أحمد دحلان ضد الدعوة فانتشرت في الآفاق والبلاد.
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب Empty رد: سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

الجمعة 28 أغسطس 2009, 03:03

3- النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين
الأتراك من جهة، وبين أتباع هذه الدعوة والأشراف من جهة أخرى، فلا تزال
آثار تلك النزاعات باقية إلى الآن، يقول العلامة محب الدين الخطيب – رحمه
الله – في هذا الشأن: ( كان الأستاذ محمد عبده – رحمه الله – يستعيذ بالله
من السياسة ومن كل ما يتصرف منها؛ لأنها إذا احتاجت إلى قلب الحقائق،
وإظهار الشيء بخلاف ما هو عليه اتخذت لذلك جميع الأسباب، واستعانت على ذلك
بمن لهم منافع شخصية من وراء إعانتها، فتنجح إلى حين في تعمية الحق على
كثير من الخلق، ومن هذا القبيل ما كان يطرق آذان الناس في مصر والشام
والعراق وسائر الشرق الأدنى في المائة السنة الماضية من تسمية الدعوة التي
دعا بها الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - باسم "الوهابية"
اتهاماً بأنه مذهب جديد ...)
ويقول الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله : ( إن سبب قذف الوهابية بالابتداع
والكفر سياسي محض، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف
الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعاً لسخط
الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة )

4- ومن أسباب هذه المناهضة: الجهل بحقيقة هذه الدعوة، وعدم الإطلاع على
مؤلفات ورسائل علماء الدعوة، فجملة من المثقفين يتعرّفون على هذه الدعوة
من كتب خصومها، أو من خلال كتب غير موثّقة ولا محرّرة.
إن المنصف لهذه الدعوة ليدرك ما تتميز به هذه الدعوة من سلامة مصادر
تلقيها، وصفاء عقيدتها، وصحة منهجها، وما قد يقع من زلات أو تجاوزات فهذا
يتعلّق بجوانب تطبيقية وممارسات عملية لا ينفك عنها عامة البشر، وعلماء
الدعوة لا يدّعون لأنفسهم ولا لغيرهم العصمة، فكل يؤخذ منه ويردّ إلا
المصطفى  .
كما أن الدفاع عن هذه الدعوة ليس مجرد دفاع عن أئمة وأعلام فحسب، بل هو ذبّ عن دين الله تعالى، وذودٌ عن منهج السلف الصالح.
وفي الختام ندعو أهل الإسلام عموماً للانتفاع بالجهود العلمية والتراث
النفيس الذي سطّره علماء الدعوة، والانتفاع بمواقفهم العملية وتجاربهم
الاحتسابية والإصلاحية، والله أعلم.

تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهم الله
لقد تأثر الإمام "محمد بن عبد الوهاب" في دعوته وتعاليمه بعالم جهبذ جليل
ظهر في القرن السابع الهجري هو شيخ الإسلام الإمام "أحمد بن تيمية
الحراني" الذي عُرف بالشجاعة وقوة الحجة، وكان لا يخشى في الله لومة لائم،
حتى تعرض للسجن والتعذيب.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يدعو إلى التوحيد وإخلاص العبودية لله ، وترك
ما اقترن بزيارة القبور من بدع أو التبرك بالأولياء، كما نادى بهدم
الأضرحة حتى لا تجلب للناس الفساد في العقيدة أو الفتنة في الدين.

وقد وجدت دعوة " شيخ الإسلام ابن تيمية " صدى لها في قلب وعقل " الإمام
محمد بن عبد الوهاب "، فأخذ كثيرًا من أقواله وفتاويه وأفكاره وآرائه التي
دعا بها في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، ولم يكن مقلداً له، بل
كان يخالفه إذا وجد الدليل الأقوى مع غيره من علماء السلف.

أبرز تلاميذه
لقد أخذ عنه العلم جماعة من العلماء الأجلاء والدعاة الفضلاء، وغيرهم كثير
ممن تتلمذوا على كتبه وفتاويه، فما زالت كتبه وستبقى – إن شاء الله –
منارة لطلبة العلم الشرعي، فمن غفل عنها فقد خسر علم واسعاً وضيّع رأياً
سديداً.
فكان من أبرز تلاميذه – يرحمه الله - أبناؤه الشيخ حسين والشيخ عبد الله
والشيخ علي. كما أخذ عنه الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، والشيخ عبد العزيز
الحصين الناصري، والشيخ سعيد بن حجي، والشيخ عبد العزيز والشيخ محمد آل
سويلم، والشيخ حمد بن راشد العريني.

أقوال أهل العلم في الإمام – رحمه الله :
* قول علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار: ( ليس للوهابية ولا للإمام
محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص ولكنه رحمه الله كان مجددا لدعوة الإسلام
ومتبعا لمذهب احمد بن حنبل... )

* الشيخ البشير الإبراهيمي الجزائري : ( لقد كان رحمه الله تعالى – الشيخ
البشير - في محاربتهِ للصُّوفيَّة وخرافاتها وتُرّهاتهم متأثِّراً بتعاليم
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب الإصلاحيَّة ، ويتَّضحُ ذلك عندما نراه
يُعَلّل هجوم المتاجرين بالدَّين على هذه الدَّعوةِ السُّنِّيَّة
الإصلاحيَّـة في البلاد الحجازيَّة التي سَّماها خصومُها بِـ(
الوهَّابيَّـة) تنفيراً وتَشويهاً- لأنَّها قضت على بدعهم ، وحاربت
خرافاتهم ، فيقول – الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله تعالى : ( إنَّهم
موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم ، ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ
سلطانهم من أرضِ الله ، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم
والبدعة رحم ماسة ، فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في
وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صرعى
هذه الوهَّابيَّة ) .

* العالم الأزهري الكبير الشيخ "أبو الهدى الصعيدي" عام 1815م بعد أن
انتهى من مناظرة قامت بينه وبين بعض علماء الوهابيين بأمر محمد علي والي
مصر في ذلك الحين: ( إذا كانت الوهابية كما سمعنا وطالعنا - دعوة الإسلام
، دعوة التوحيد الخالص ، ثورة على الشرك والوثنية ، وإعصار على الضلال
والبهتان ، فنحن أيضاً وهابيون .. ) نطق هذا العالم بكلمة الحق ، ولم يخش
بطش الوالي المتسلط الذي كمم الأفواه وسلط على أتباع هذه الدعوة جنوده
وفتكه وناره ؛ لأن قوة هذا الوالي مبتوتة الصلة عن القوة العليا قوة الله
سبحانه وتعالى ، فهي لا تخيف ولا ترهب. وأيضاً فإن هذا العالم تأدب بأدب
الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتربى في رحاب سنته التي ترى: ( أن أفضل
الجهاد كلمة الحق عند سلطان جائر ). وكأن الوجود كله قد أخذ يردد في تلك
اللحظة كلمة هذا الشيخ المؤمن الصادق الإيمان.
ونقول: إذا كان ذلك كذلك.. فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد؟ ولماذا تقولوا
على الدعوة الأقاويل؟ ورموا صاحبها بالمروق عن الإسلام؟ وأعلنت الحرب
الضروس التي لا تبقي ولا تذر؟ للإجابة على ذلك: علينـــا أن نقطع شوطاً
آخر في البحث)

* يقول فضيلة الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي -حفظه الله : ( ... إذا ما تكلم
ناصح ، أو تأمل مخلص ، أو اندفع غيور يدافع عن حرمات الله ، سرعان ما
اتهمه العوام والسطحيون –وهم مع الأسف أكثرية- بالمروق ، والشذوذ والعمالة
لفئة ما ، وعدّوا أنفسهم أهل الملة ، وسدنة الشريعة وحماة الإسلام. وعلى
هذا النحو مرت بالمسلمين في فترة ضعف الخلافة العثمانية وما قبلها أزمنة
حجب فيها صفاء الإسلام ، وبساطته ونقاؤه وجوهره وقوته الحقيقية …….

ولكن فضل الله على الأمة كبير ، إذ حفظ للمسلمين أصول الشريعة في القرآن
والسنة الصحيحة ، حتى تظل الشريعة حجة على العلم ( لا تزال طائفة من أمتي
على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )

وفي سبيل الحفاظ على الوحي الإلهي الأخير ، يهيئ الحق تبارك وتعالى صوت
الإصلاح الداوي بين الحين والآخر ، وإن صاحبه بعض الأخطاء ، لأن المصلح
بشر ، لتعهد الله عز وجل بحفظ الذكر المبين ، فتثير حركة الإصلاح رعب
الجبناء ، وتقض مضاجع الأدعياء ، وتهز أركان الجهل وكيان الجهلة ، وتزلزل
مواقع النفعيين: ( إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة ، على رأس كل مائة سنة ،
من يجدد لها دينها ) .

ومما لا شك فيه ، إنصافاً للحقيقة ، لا إرضاءً لأحد ، وعملاً بمبدأ القرآن
العظيم : {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} كان من أجرأ أصوات الحق ، وأكبر دعاة
الإصلاح ، والبناء والجهاد لإعادة تماسك الشخصية الإسلامية وإعادتها لمنهج
السلف الصالح: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر الهجري
(الثامن عشر الميلادي) لتجديد الحياة الإسلامية ، فكان ابن عبد الوهاب بحق
، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية المنتظر ، الذي صحح موازين العقيدة
الإسلامية الناصعة ، وأبان حقيقة الوحدانية والوحدة والتوحيد الخالص لله
عز وجل ، وأن العبادة هي التوحيد ، وحوّل الشراع رأساً على عقب ، للعمل
الكامل بالقرآن والسنة ونبذ مظاهر الترف والبدع ، وتحطيم ما علق بالحياة
الإسلامية من أوهام ، والعودة إلى الحياة الإسلامية الأولى المبسطة التي
لا تعرف غير الجهاد الدائم منهجاً ، وقصد مرضاة الله مسلكاً ، وألتزم
أخلاق الإسلام قانوناً ومظهراً ، وبروز دور العقل والفكر ، والجد والعلم
والاجتهاد فيما لا نص فيه أو ما فيه نص ظني ، بغية تقدم الأمة ، وتصحيح
مسار حياة العامة التائه أحياناً ، لأن دين الإسلام لا يعرف الخرافة
والجهل والضلالة ، فكانت أعمال ابن عبد الوهاب وثبة وجبارة ، وقفزة رائعة
لتصحيح خطأ الناس في العقيدة والعبادة ، في وسط شوهت فيه مبادئ الإسلام
ومناهجه)

* الشيخ العلامة سيدي محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي المغربي: ( ولد
الإمام محمد بن عبد الوهاب في مدينة العيينة أقليم العارض بنجد سنة 1115هـ
وربى بحجر أبيه ، ثم أنتقل إلى البصرة لإتمام دروسه ، فبرع في علوم الدين
، واللسان وفاق الأقران ، واشتهر هناك بتقوى وصدق التدين ... ثم قال:
وكانت عقيدته السنـــة الخالصـة ، على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن
والسنة لا يخوض التأويل والفلسلفة ولا يدخلهما في عقيدته. وفي الفروع :
مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد ، ولا من دونه ؛ بل إذا وجد
دليلاً أخذ به ، وترك أقوال المذهب فهو مُستقل الفكر في العقيدة والفروع
معاً. إلى أن قال : وكان قوي الحال ذا نفوذ شخصي وتأثير نفسي ، ولذا كان
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهو متفرد عن عشيرته في البصرة )

* يقول فضيلة الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله - بعدما ذكر فشو البدع قبل
ولادة الإمام محمد : ( واعتقد الناس النفع والضرر بالرسول والصالحين ،
وبالقبور والأشجار ، والقباب والمزارات ، فيطلبون منهم الحاجات ، ويرجعون
في الشدائد إليهم ، وينذرون لهم ، ويذبحون لهم ، واشتد تعظيم الأموات
.وكان حظ نجد في هذه الجاهلية الجديدة أكبر الحظوظ . فقد اجتمع على أهله
الجهل والبداوة ، والفقر ، والانقسام في كل ناحية من نواحي نجد ، من
الأمراء بمقدار ما كان فيها من القرى .

ففي كل قرية أمير ، وفي كل ناحية جمعية أمم .وكان في كل إمارة قبر ، عليه
بناء ، أو شجرة لها أسطورة . يقوم عليها سادن من شياطين الإنس ، ويزين
للناس الكفر ويدعوهم إلى الاعتقاد بالقبر والذبح له ، والتبرك به ،
والدعاء عنده .إلى أن قال – رحمه الله : وكان العلماء قلة، والحكام عتاه
ظلمة،والناس فوضى يغزو بعضهم بعضاً،ويَعْدُو قويهم على ضعيفهم ، في تلك
البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فرأى شمس الإسلام إلى أفول ،
ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول . وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون
أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجدودوا لهذا الأمة دينها ، بل لقد
كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به في تاريخنا . فقد حقق الله على يديه
عودة نجد إلى التوحيد الصحيح ، والدين الحق والألفة بعد الاختلاف ،الوحدة
بعد الانقسام .ولا أقول : إن الرجل كامل ، فالكمال لله ولا أقول إنه معصوم
فالعصمة للأنبياء .
ولا أقول: إنه عار عن العيوب والأخطاء .

ولكن أقول:إن هذه اليقظة،التي عمت نجداً ،ثم امتدت حتى جاوزته إلى أطراف
الجزيرة ، ثم إلى ما حولها ، ثم امتدت حتى وصلت إلى آخر بلاد الإسلام ليست
إلا حسنة من حسناته عند الله إن شاء الله ا هـ .
* رأى الأستاذ أحمد حسين – مؤسس حزب مصر الفتاة - في كتابه ( مشاهداتي في
جزيرة العرب ) بعد أن وصف ما كان في جزيرة العرب من جهالة قبل ظهور الدعوة
ما يليSad وفي وسط هذا الجو ولد محمد بن عبد الوهاب . وكان أبوه الشيخ عبد
الوهاب قاضي بلدة العيينة . وكان شيخاً عالماً جليلاً . فقرأ على أبيه
الفقه. وسرعان ما ظهرت عليه علائم النجابة . وبدأ يدرك على الفور ما تردت
به البادية من همجية وردة عن دين الإسلام . وبدأت تجيش به نفسه كل مصلح من
عزم على تغيير هذه الحال . فلما بلغ من العمر عشرين ربيعاً . بدأ يستخدم
فصاحته وعلمه في مناقشة أنداده وأضرابه . بل ومن هم أكبر منه سناً . في
فساد الحال فلم يجد منهم أذناً صاغية . وبعد أن ذكر سفر الشيخ إلى الحجاز
والبصرة – ورجوعه ثانية إلى نجد . واستقراره في الدرعية واتفاقه مع محمد
بن سعود .
ختم هذا البحث بقوله : تلك هي قصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما بدأت .
والتي لم تكمل حتى الآن . فلا يزال أحفاد محمد بن سعود . وأحفاد الشيخ
محمد بن عبد الوهاب . يحملون لواء التوحيد . وينافحون عنه . وإذا كان
العالم الإسلامي كله اليوم تحت تأثير النور والعرفان . قد بدأ يدرك بفطرته
هذا الذين كانوا أول من نصره واستجاب له . اهـ

* رأي الأستاذ الإمام محمد عبده مفتي مصر – نقلاً عن كتاب ( 50عام في
جزيرة العرب - للشيخ حافظ وهبة) . أثنى على الإمام الشيخ محمد عبد الوهاب
وكان يلقبه بالمصلح العظيم .

* تناول الأستاذ أحمد أمين العالم المصري الشهير في كتابه ( زعماء الإصلاح
الإسلامي ) فذكر أن : ( الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أثناء إقامته في
الحجاز ورحلاته إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي وجد أن التوحيد الذي هو
مزية الإسلام الكبرى قد ضاع ودخله الكثير من الفساد ... فشغلت ذهنه فكرة
التوحيد في العقيدة مجردة من كل شريك ، وفكرة التوحيد في التشريع لا مصدر
له إلا الكتاب والسنة ).

* قال الشيخ محمد حامد الفقي : ( الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ
الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر . وهي نسبة على غير
القياس العربي . والصحيح أن يقال المحمدية ، إذ أن اسم صاحب هذه الدعوة
والقائم بها هو محمد ، لا عبد الوهاب ، ثم قال بعد كلام : وإنهم لحنابلة
متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككل أتباع المذاهب الأخرى ، فهم لا
يدعون ، لا بالقول ، ولا بالكتابة أن الشيخ بن عبد الوهاب أتى بمذهب جديد
، ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح ، وإنما كان علمه وجهاده
لإحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد
الإلهية والعبادة لله وحده ذلاً وخضوعاً ، ودعاءاً ، ونذراً وحلفاً،
وتوكلاً ، وطاعة لشرائعه ... )

* قال أمين سعيد : في كتابه ( سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) إن
سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي من أحفل السير بالعظات
وأغناها بالفضائل وأحقها بالبحث والفصل ، والتفسير والتعليل وهي سيرة مصلح
من كرام المصلحين ، ومجاهد من كبار المجاهدين وعالم من خيرة العلماء أنار
الله بصيرته وهداه سبله وألهمه التقوى فدعا أمته للرجوع إلى الله والعمل
بكتابه وسنة رسوله ونبذ سواهما ... ومن وسط الجو القاتم المربد جو الجهل
والجمود ، جو ضعف الوازع الديني وتسلط الحكام واستبداد الطغاة ، أشرقت من
جانب نجد أنوار الدعوة الوهابية التي حمل مشعلها الإمام الشيخ محمد بن عبد
الوهاب فأنارت للأمة السبيل وألهمتها رشدها فشقت طريقها واهتدت بهديها ،
وحققت الدعوة لنجد آمالها وقد بدأت في محيطها أول ما بدأت فأنشأت لها
مجتمعاً إسلامياً سليماً يؤمن بالتوحيد ويعظم شأنه ويسير على هداه ولا
يدعو مع الله أحدا ولا يزال هذا حالة لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الشيخ
حتى يومنا هذا فهو يصدع بالحق ويؤمن به ، وانبثقت عن هذا المجتمع دولة
عربية كريمة نشأت في ظل الدعوة وآمنت بها فكانت أول دولة عربية كبرى
يؤسسها العرب داخل جزيرتهم بعد دولة الخلفاء الراشدين فاتبعت طريقهم
وترسمت خطاهم فسادت وشادت ووسعت حدودها وانتشرت الدعوة في بلاد الإسلام
وسرى نورها في أرجائها وأقبل عليها الكثيرون وأخذوا بها وتفاعلوا معها
واستجابوا لها فكانت الأمة الكبرى لهذه النهضات التي تعم بلاد العرب وبلاد
المسلمين فأحييت ميت الهمم وأيقظت خامد النفوس ، وضرب الشيخ الأمثال على
تجرده ونزاهته وعلى أنه لم يرد من دعوته سوى وجه الله وحده وإصلاح حال
أمته وإنقاذها من ظلمات الجهالة التي كانت تغمرها ).
* يقول الدكتور مصطفى صادق الرافعي الأديب المصري : ( والسبب لتأليف هذا
الكتاب فمن أجل حركة توعية رائدة ، ومن أجل تجهيز دعاة إسلاميين ذوي جدارة
وأهلية ، لمواجهة النكبات التي تتوالى على الإسلام والمسلمين منذ أكثر من
خمسة قرون ، أقدم هذه العجالة عن بعض الدعاة السابقين المؤهلين "رجال
الإسلام" عسى أن يكون فيها بعض ما ينير الظلمات التي تكتنف حياتنا ،وتلف
مجتمعاتنا ، وعسى أن تنشأ بوادر انتفاضة صحيحة تقوّم الاعوجاج ، وتزيح
أستار الضلالة ، وتدفع بعربة الإسلام في طريق المجد والتقدم)

ومن القدوات لأبناء هذا الجيل إمام الدعوة السلفية المجدد محمد بن
عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- ولنقف مع أديبنا د- مصطفى صادق الرافعي
والإمام محمد بن عبدالوهاب .. حيث قال: الدعوة السلفية

عاش الشرق الإسلامي زهاء خمسة قرون من عمر الزمن ، ينعم في بحبوحة ونعيم ،
وحضارة وارفة الظلال ، بفضل نور الإسلام الوهاج الذي عمّم خيراته على كل
أرض ، ونشر هدايته لكل قبيل.
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب Empty رد: سماحة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

الجمعة 28 أغسطس 2009, 03:03
بعدها اعتراه الوهن والضعف ، فمر في عهود سوداء ، وحاقت به
ظلمات حالكة ، فتقلصت هداية الإسلام عن أرضه أو أوشكت ، وأصبح تراث
المسلمين نهباً مقسماً بين شذاذ الأمم ، وذئبان الشعوب ، يستغلون علومه
ويستأكلون حضارته ، فسيطر على بلاده الغربيون ، فأذاقوها من العذاب أقسـاه
، ومن الألم أشده ، حتى انحدرت بلاد المسلمين إلى هوة عميقة من الضعف
والتخلف والانحطاط.

ثم ما إن أطلّ القرن الثامن عشر ، حتى انطلقت صيحة واعية مؤمنة من قلب
الجزيرة العربية ، تهيب بالمسلمين أن يتحرروا من الشوائب التي اعترت
عقائدهم ، والخرافات والأباطيل التي شوّهت دينهم ، وأن يعودوا في جميع
شؤون حياتهم إلى ما كان عليه حال السابقين الأولي من أسلافهم. وكان مرسل
هذه الصيحة ، الداعي إلى الله على بصيرة القائد الفذّ ، محمد بن عبدالوهاب
، وإليه تنسب "الحركة السلفية" التي دعت إلى إصلاح النفوس ، واستعادة مجد
الإسلام ، فظهرت بظهورها تباشير صبح جديد ، فيه كل معاني الصباح ، من نور
وضياء ، وإشراق ولألاء ، فأيقظ المسلمين من سباتهم العميق الذي رزخوا تحت
وطأته حقباً طويلة من الزمن

* أحمد القطانSad استطاعت حركة الموحدين نشر العلم والمعرفة بين طبقات
الشعب المختلفة, واستطاعت تكوين طبقة ممتازة من علماء الدين ورجال المعرفة
فنشرت الحركة في الناس علوم الشريعة المطهرة وألاتها , من التفسير والحديث
, والتوحيد والفقه , والسيرة والتاريخ , وغير ذلك وأصبحت الدرعية قبلة
العلوم والمعارف يفد إليها الطلاب من سائر النواحي والأرجاء , و انتشر
العلم في جميع الطبقات )

* محمد كرد: كتب علامة الشام محمد كرد علي بحثا بعنوان ( اصل الوهابية )
اختتمه بقوله ( وما محمد بن عبد الوهاب إلا داعية هداهم من الضلال وساقهم
إلى الدين السمح , وإذا بدت من بعضهم فهي ناشئة من نشأة البادية , وقلما
رأينا شعبا من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص مثل هؤلاء
القوم , وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم سنين طويلة فلم نرهم حادوا عن الإسلام
قيد غلوة ...إلخ )

* طه حسين: قال يصف دعوة محمد بن عبدالوهاب ( قلت أن هذا مذهب جديد قديم
معا , والواقع أنه ليس بجديد بالنسبة للمعاصرين , ولكنه قديم في حقيقة
الامر , لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من
شوائب الشرك والوثنية , وهو دعوة إلى الإسلام كما جاء به النبي صلى الله
عليه وسلم خالصا له , ملغيا كل واسطة بين الله وبين الناس )

* حافظ وهبة قال في كتابه (جزيرة العرب ) عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (
مصلح مجدد , داع إلى الرجوع إلى الدين الحق , فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة
, ولا أراء خاصة , وكل ما يطبق في نجد , هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل
رحمة الله وأما في العقائد , فهم يتبعون السلف الصالح , ويخالفون من عداهم
)

* الزركلي : قال في كتابه ( الأعلام الجزء السابع ) عن الشيخ محمد بن
عبدالوهاب (( وكانت دعوته , الشعلة الأولى للنهضة الحديثة في العلم
الإسلامي كله , تأثر بها رجال الإصلاح , في الهند ومصر , والعراق , والشام
وغيرها )

* محمد رشيد رضا : قال السيد محمد رشيد رضا عن محمد بن عبدالوهاب ( قام
يدعو إلى تجريد التوحيد , وإخلاص العبادة لله وحده , بما شرع الله في
كتابه , وعلى لسان رسوله خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام , وترك البدع
والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة )

* رأي العقاد : تناول الأستاذ عباس العقاد في كتابه ( الإسلام في القرن
العشرين ) دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقال ( ظاهر من سيرة الشيخ محمد
ابن عبدالوهاب الوهابية أنه لقي في رسالته عنتا , فاشتد كما يشتد من يدعو
غير سميع ومن العنت أطباق الناس على الجهل والتوسل بما لا يضر ولا ينفع
والتماس المصالح بغير أسبابها وآتيان الممالك من غير أبوابها وقد غبر
البادية زمان كانوا يتكلمون فيه على التعاويذ والتمائم وأضاليل المشعوذين
والمنجمين ويدعون السعي من وجوهه توسلا بأباطيل السحرة والدجالين حتى
الاستشفاء ودفع الوباء فكان حقا على الدعاة أن يصرفهم عن هذه الجهالة وكان
من أثر هذه الدعوة أنها صرفتهم عن ألوان البدع والخرافات )

* يقول الدكتور الشيخ عائض بن عبد الله القرني-حفظه الله- في نونيته:
ومجدد الإسـلام في هذا الورى .. أعني التميمي ناصر الإيمانِ
رحم الإلهُ محمداً في لحدهِ … خضم الضلال مهدِّم الأوثان
في نجد أشرق نورهُ متوهجاً … بل شعَّ من هندٍ إلى تطوانِ
فعلى عقيدتهم بنيتُ عقيدتي … وعلى رسائلهم فتقت لساني
أقفو طريقتهم ونهجي نهجهم … دوماً وأبرأ من أخي كفرانِ
أهل الضلالةِ هم خصومي دائماً … لا يلتقي بمحبةٍ خصمان
ولكل مبتدع أقول مجلجلاً … أنا صارمٌ يفري الرقاب يماني
أسلمت نفسي للذي برأ الورى … وبرئت من شركٍِ ومن طغيان
ورضيت بالقرآن والسنن التي … جاءت بفهمِ صحابة العدناني

أقوال المفكرين والمستشرقين في الإمام – رحمه الله :
يقول المستشرق سيديو في كتابه ( تاريخ العرب العام ) الذي نقله إلى
العربية ( عادل زعيتر ) : قال في أثناء كلامه على ثورات العرب للتحرر من
سيطرة الترك وسيطرة البرتغال في عمان بعد كلام .
ومن ثم نرى أن جزيرة العرب استردت استقلالها التام تقريباً ، منذ أوائل
القرن الثامن عشر بفضل جدها ، وضعف أعدائها ، ولم يبق لها إلا أن تؤيد
نصرها بمركز يلتف حوله جميع النفوس .
وهذا ما حاولت صنعه ، قبيلة ظهرت في نجد ، حوالي سنة 1749م .
وهذا ما حاوله الوهابيون النافذون ، حتى الآن ، والذي سيكون لهم تأثير دائم ، في مصير جزيرة العرب لا ريب .
واسم واضح هذه السيطرة هو محمد عبد الوهاب التميمي ، الذي أكب على دراسة
آداب العرب وعلومهم ، منذ صباه . والفقه أكثر ما عنى به . واطلع على آراء
رجال المذهب ، وقصد بغداد ، والبصرة ، وفارس سائحاً. فنمت مداركه ، فأنعم
النظر في حال بني قومه وميولهم وغرائزهم ، وطبيعة قواهم .
فرأى أنه إذا ما حمل المسلمين على مراعاة أحكام القرآن ، رجعت إليهم تلك الحماسة التي تعودتها عظمة الماضين .
ولم يكن للإصلاح الذي بدأ زعيماً له هدف سوى إعادة شريعة الرسول الخاصة
إلى سابق عهدها . وحارب ابن عبد الوهاب كثير من المحرمات منها : تقديس
قبور الأولياء ، فحمل أنصاره على هدمها .
وكذلك حارب ما كان يعيبه على الترك من فساد الأخلاق .تعاطي المسكرات .
ومما ذكَّر الناس به هو أن الشريعة تأمر المسلمين بأن يؤتوا الزكاة ،
وتلزم القضاة بالنزاهة التامة .
ومما عني به على الخصوص إبقاء روح الجهاد في قومه لما أدى إليه الجهاد من نصر عجيب منذ قرون.
ولا يمكن أن تنعت أقوالهم بالإلحاد على العموم لما بدت تكراراً لسور القرآن .
وهو لموافقته تعاليم الإسلام الصحيحة – كان بالغ الأثر لمبادئه قصار صناديد قبائل ينضمون إلى لوائه ، أفراداً وأرسالاً .
فيؤلفون جيشاً صغيراً بقيادة محمد بن سعود من عشيرة المساليخ وكان محمد قد اعتنق المذهب الجديد في الدرعية .
فأبصر ابن عبد الوهاب فيه من المواهب الحربية ، ما لم يجده في الغير ، فزوجه بابنته ، مفوضاً إليه أمر حكومة الوهابيين السياسية.
فخلع على دين محمد رونقاً جديداً ، وبدد الخرافات التي زالت مع الزمن فأظهر القرآن خالياً من جميع ما عزى إليه من الشوائب .
وما لبثت النفوس التي أرهقتها شروح أئمة المسلمين المطولة الغامضة أن رجعت
إلى بضعة مبادئ عامة بسيطة واضحة ، فتقبلت خطط ابن عبد الوهاب الإصلاحية
بقبول حسن .
ودعا الوهابيون إلى الفضيلة خلافاً للقرامطة الذين تذرعوا بسيء المناحي، فلم يبالوا بغير قضاء المآرب.

قال العالم الفرنسى برنادلوس في كتابه ( العرب في التاريخ ) ما يلي :
وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول . نادى محمد بن
عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات من زيارات
باعتبارها بدع خرافية غربية عن الإسلام الصحيح .

قال شيخ المستشرقين جولد سهير النمساوي في كتابه ( العقيدة والشريعة
) ما يلي : وإذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد
أنه مما يسترعي خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة
التالية يجب على من ينصب نفسه للحكم عن الحوادث الإسلامية أن يعتبر
الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي
والصحابة . فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان .

قال المستشرق جب الإنجليزي في كتابه ( المحمدية ) : وفي جزيرة العرب قام
حوالي 1744م 1157هـ محمد بن عبد الوهاب مع أمراء الدرعية آل سعود بتحقيق
الدعوة إلى المدرسة - المذهب - الحنبلية التي دعا إليها ابن تيمية في
القرن الرابع عشر - وقال أيضاً في كتابه الاتجاهات المدنية في الإسلام (
أما مجال الفكر فإن الوهابية بما قامت به من الفتن ضد التدخلات العدوانية
. وضد الأصول القائلة بوحدة الوجود . التي تريد تدنيس التوحيد في الإسلام
. فقد كانت عاملاً مفيداً للخلاص الأبدي . وحركة تجديد أخذت تنجح في
العالم الإسلام شيئاً فشيئاً ).

جاء في دائرة المعارف البريطانية . قولها : ( أن الوهابية : اسم لحركة
التطهير في الإسلام . والوهابية يتبعون تعاليم الرسول وحده . ويهملون كل
ما سواها . وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح )

قال الأستاذ المستشرق ويلفرد في كتاب ( الإسلام في نظر الغرب - ألفه جماعة
من المستشرقين ) : ( كان محمد بن عبد الوهاب يقول قبل كل شيء يجب أن
تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا هو معنى أن تكونوا مسلمين . لا ذاك الرغاء
العاطفي .
والتقى والحرارة التي يقدمها لكم الصوفيون فأساس الإسلام هو الشرع . وإذا
كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع )

قال المؤرخ الألماني الدكتور داكبرت - في كتابه ( عبد العزيز – وقد صدر في
ألمانيا سنة 1953م ) ترجمه أمين رويحه . عن الحركة الوهابية : ( وكان لآل
سعود إلى جانب سيفهم الذي يستخدمونه في الفتح سلاح معنوي آخر . يدينون له
بأعظم قسط من نجاحهم . ذلك السلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد
رجال الدين المطاردين في سبيل عقيدتهم . والذي لجأ إلى الدرعية عاصمة آل
سعود في ذلك الحين . فلقي لديهم الحماية والأمان . وكانت تملأ قلب محمد بن
عبد الوهاب فكرة تجديد القوى العربية على أساس ديني ناسباً إلى ابتعادهم
عن سيرة السلف الصالح . وانقسامهم إلى شيع . وإلى ابتعادهم عن خُلقهم
العربي الأصل . سبب تلاشيهم الذي – جعلهم في متناول النفوذ الأجنبي - إلى
أن قال : ورأى الشيخ أن سبب الإنقاذ هو الرجوع إلى تعاليم الدين المشروعة
. إلى تعاليم الرسول الصحيحة . فراح يبشر بوحي من ضميره وعقيدته . بمحاربة
البدع التي أدخلت على الإسلام عبر العصور الغابرة . والضال المضل من
تقارير علماء الدين غير مقيم وزناً إلا لما نص عليه القرآن صراحة . أو لما
يمكن نسبته بصورة قاطعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحارب بكل
قواه المستمدة من عقيدته الصلبة كل ما هو مخالف للدين الاسلامي الصحيح
انتهى ملخصاً ).

قال الأستاذ فيليب . في كتابه ( تاريخ العرب ) وهو مؤرخ ألباني ( ولقد
تأثر محمد بن عبد الوهاب بفكرة . هي أن الإسلام كما يمارسه معاصروه . قد
انحرف كثيراً علمياً ونظرياً عن طريق السنة التي استنها القرآن . وقرر أن
ينقيها هو بنفسه )

لوثروب ستودارد : يقول ( بلغ العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر
الهجري أعظم مبلغ من التضعضع و الانحطاط , فأربد جوه ,وطبقت الظلمة كل صعق
من أصقاعه , ..... وبينما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته , ومترنح في
ظلمته , إذا بصوت يدوي في قلب الصحراء في شبه الجزيرة العربية , مهد
الإسلام , فيوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل ,
والصراط المستقيم , فكان الصراخ بهذا الصوت إنما هو المصلح المشهور محمد
بن عبدالوهاب الذي أشعل نار الوهابية واتقدت ثم أخذت هذا الداعي يحض
المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم )

المستشرق بروكلمان : ( فلما أب محمد بن عبدالوهاب إلى بلده الأول سعى إلى أن يعيد العقيدة والحياة الإسلامية صفاءها الأصلي )

ويلفرد كانتول : ( سمعت – من أساتذة جامعة مكييل بكندا ) كان محمد بن
عبدالوهاب يقول قبل كل شيء , يحب أن تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا معنى
أن تكونوا مسلمين , لا ذاك الرغاء العاطفي النقي الحرارة التى يقدمها
الصوفيون , فأساس الإسلام هو الشرع . وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين
فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع .

مؤلفاته ومصنفاته العلميّة:
1.كتاب التوحيد فيما يجب من حق الله على العبيد
2.الأصول الثلاثة
3.كشف الشبهات
4.الكبائر
5.مختصر زاد المعاد
6.مختصر سيرة الرسول
7.تفسير الفاتحة
8.مسائل الجاهلية
9.أصول الإيمان
10.آداب المشي إلى الصلاة
11.فضائل القرآن
12.السيرة المختصرة، ومن ثمّ السيرة المطولة
13.مجموع الحديث على أبواب الفقه
14.مختصر الإنصاف والشرح الكبير
15.مختصر الصواعق
16.مختصر فتح الباري
17.مختصر الهدي
18.مختصر العقل والنقل
19.مختصر المنهاج
20.مختصر الإيمان
21.وله رحمه الله رسائل وأجوبة في التوحيد والنصائح وأجوبة في الفقه كثيرة
مفيدة ، قد قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بجمع وطباعة مؤلفاته
في مجموع أسمته: مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في أحد عشر مجلدا.

موقف العثمانيون من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
بعد وفاة الإمام محمد عبد الوهاب - رحمه الله - ظلت الدعوة السلفيّة
المباركة تنمو ويتسع نفوذها ويزداد أتباعها، وبلغ نفوذها أقصاه، وامتد
سلطانها كل الجزيرة العربية، وحينئذ شعرت الدولة العثمانية بالخطر يقترب
منها، وأن الحجاز يوشك- في ظل هذه الدعوة الفتية- أن يخرج من قبضتها، وهو
أمر في غاية الخطورة والحساسية بالنسبة للدولة العثمانية، فالحجاز يمثل
السيادة الروحية على العالم الإسلامي كله؛ نظرًا لوجود الحرمين الشريفين
فيه، وفقده يعني زوال تلك السلطة الروحية والسيادة والزعامة الدينية التي
يتمتع بها الخلفاء العثمانيون.

فاستنجد العثمانيون بمحمد علي باشا- والي مصر- وطلبوا منه تجهيز جيش
لمحاربة تلك الدعوة وأتباعها، وبعد عدة معارك تمكن " محمد علي باشا "
عليّه من الله ما يستحق، من قتل وأسر وتشتيت – الدعوة السلفيّة المباركة –
في ذلك الوقت ولكن ( إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .

وبالرغم من تلك الهجمة الشرسة التي قام بها أولئك الحاقدون على الدعوة
الصحيحة النابعة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إلا الله عز
وجل كتب لتلك الدعوة المباركة الانتشار والتأييد من جديد، فانتشرت في كثير
من الأقطار الإسلامية: كالهند، والجزائر، واليمن، والحجاز من جديد وتأثر
بها الكثير من المخلصين لله، والساعين لنشر سنة محمد بن عبد الله صلى الله
عليه وسلم في مصر، والأردن، وفلسطين، بل امتدت إلى المسلمين في الغرب
وروسيا البيضاء، وأوربا، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني خير
مثال على انتشار هذه الدعوة المباركة .

وما تزال دعوة السلف الصالح تجتذب المزيد من الأتباع والأنصار كل يوم في مواجهة ذلك الطوفان الهائل من البدع والخرافات والتغريب.

وفاته
وفي يوم الإثنين نهاية ربيع الآخر (1206هـ = 1792م) توفي الإمام المجدد
وشيخ الإسلام المُوحد والعالم الجهبذ "محمد بن عبد الوهاب" بعد أن قويت
دعوته، وانتشرت بين القبائل.
فرحمه الله رحمةً واسعة، وقدس روحه وطيب ثراه، آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى