ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

المهدي بن عبد الله Empty المهدي بن عبد الله

الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:46
لا يخفى على كل ذي عقل - فضلاً عن كل ذي دين سليم - أن
المهدي التي تقول به فرق الشيعة غير موجود في الواقع، بل إنه لم يولد في
التاريخ. وقد ذاقت الأمة ويلات كثيرة بسبب ذلك الاعتقاد الخرافي في المهدي
عند الشيعة. بل إنهم جعلوا الإيمان بالأئمة الذين اخترعوهم لأنفسهم ركناً
لا يتجزّأ من إيمانهم بدينهم وما تمليه عليهم أساطيرهم، والتي هي أشبه
بأساطير اليونان والفرس وغيرهم من أمم الجاهلية.
وأما المهدي عند أهل السُّنَّة فهو رجل تلده النساء وتربيه الرجال ويعيش
حياته بين الناس، لا في الكهوف- كما تدّعي الشيعة في مهديهم ولا يعرفون
متى يخرج، وأبشرهم أنه لن يفعل-، وإنّما هو إمام وخليفة من خلفاء المسلمين
الذين يقومون بالقسط بين الناس. والذي يميّز محمد بن عبد الله المهدي عن
غيره من الخلفاء المهديين هو التقاؤه مع عيسى بن مريم صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن نبي الله عيسى يصلي خلفه، وأن الله يصلحه في
ليلة، وأنه يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه على يديه
يكون الفتح الثاني للقسطنطينية وربما رومية... الخ.

خلافة على منهاج النبوة:

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة التي هي على منهاج النبوة في
الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والطيالسي عن حذيفة بن اليمان رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » تكونُ النُّبُوَّةُ
فيكُم ما شاءَ اللَّهُ أنْ تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللَّهُ إذا شاء أنْ
يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً عَلى مِنهاج النُّبوَّةِ، فَتَكونُ ما
شاءَ اللّهُ أنْ يَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها،
ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً عاضّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تَكونُ، ثُمَّ
تَكونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أن تَكونَ، ثُمَّ
يَرْفَعُها إذا شاءَ أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً على مِنهاج
النُّبوَّةِ «، ثُمَّ سَكَتَ .
إنَّ سبب إيراد الحديث السابق هنـا هو أن محمد بن عبد الله المهدي هو أحد
خلفاء مرحلـة الخلافـة الثانيـة والتي هي على منهاج النبوة. وقد قسّم رسول
الله صلى الله عليه وسلم تاريخ هذه الأمّـة إلى المراحل التالية:

1-مرحلة حكم النبوة: وكانت في حياته صلى الله عليه وسلم.

2-مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي حكم الخلفاء الراشدين، وكانت من
بداية استخلاف أبي بكر رضوان الله عليه وحتى مقتل علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، ومن العلماء من أدخل فترة إمارة الحسن بن علي رضي الله عنه سبط
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها. فهذه ثلاثون سنة كما نصّ بذلك الحديث
الصحيح بأن الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً.

3-مرحلة الملك العاضّ أو العضوض: وهو الحكم الذي فيه ظلم، وإن تفاوتت نسبة
الظلم من حكم لآخر: وهي مرحلة ما بعد إمارة الحسن بن علي رضي الله عنه،
ويدخل فيه حكم بني أمية وبني العباس والمماليك والعثمانيين الأتراك
وغيرهم، وحتى سقوط السلطنة العثمانية في مطلع القرن العشرين الميلادي.
وهذا الحكم يشمل كل الدول التي تعاقبت على العالم الإسلامي بكافة مراحل
تاريخة خلال هذه الفترة، ويُستثنى من ذلك حكم من كانت خلافته مشابهة
للخلفاء الراشدين كخلافة عبد الله بن المعدنير وعمر بن عبد العزيز رضي الله
عنهما، فَهُما قد عُدَّا من الخلفاء الذين هم من قريش والذين يلوْن أمر
هذه الأمة.

4-مرحلة الحكم الجبري: والتي بدأت منذ سقوط الدولة العثمانية إلى عصرنا الحاضر، فنسأل الله تعالى أن ينهيها قريباً بِمَنّه وفضله.
والحكم الجبري هذا يحوي كل أنظمة الحكم التي قامت في العالم الإسلامي،
سواء أكانت حكماً ملكياً أو وراثياً أو حِمعدنياً أو حكم الكفار للمسلمين،
كما حصل عقيب الحرب العالمية الأولى، أو جمهورياً أو ديموقراطياً أو غيرها
من أنواع الحكم التي تنازع الله  أحقية الحاكمية والتشريع.
وعندما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المراحل التي ستمرّ بها
الأمة، ربَطَها بنوع الحكم الذي يحكمها، أفيه ظلم أم هو على منهاج النبوة،
أم هو مما تُجبَر الأمة على قبوله، كما هو حالنا اليوم.

5-مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي مرحلـة لابد لهـا من عمل وتحضير
وتضحية في سبيل الله تعالى، ونشر العلم واتباع للكتاب والسنة ومنهج السلف
الصالح، لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها. وسيكون الدين
في بدايتها غريباً، غربته يوم بدأ في مكة بين أسيادها وعبيدها، بين قويّها
وضعيفها، وبين نسائها وصغارها. ومصدر هذه المرحلة هم غرباء هذا الدين في
هذا الزمان، الذين يحملونه عن وعي وإدراك وفهم وتطبيق، ويتحملون في سبيله
أشد المصائب والإبتلاءات ثابتين على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما قالَ: » فَعَلَيْكُم بِسُنَّتي وَسُنّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ
المَهْدِيين، عَضّوا عَلَيْها بالنَّواجِذِ، وإيّاكُم وَمُحْدَثاتِ
الأُمورِ، فَإنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدْعَةُ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ،
وكُلَّ ضَلالَةٍ في النّار « .
وهؤلاء الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنته صلى الله عليه وسلم
من بعده، وهم الذين يقاتلون في سبيل الله، ظاهرين على عدوهم وعلى من
خالفهم ومن خذلهم، لا يضرهم ذلك حتى يأتيَ أمر الله وهم كذلك، فنسأل الله
تبارك وتعالى أن يثبتنا على طريق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ومنهج
صحابته رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

المهدي ودلائل مهديَّته:

إنّ أحاديث المهدي في كتب السنة منها ما هو ضعيف - مع شهرته بين الناس-،
ومنها ما هو حسن وصحيح، وتعويلنا في هذا البحث إنما هو على الصحيح منها
والحسن، كما بيّنه علماء الحديث الشريف.
روى أبو داود وابن ماجة والحاكم عن أمُّ سلمة رضي الله عنها بسند صحيح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: » المَهْدي مِنْ عِتْرَتي مِن وَلَدِ
فاطِمَةَ « .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: » لَوْ لَمْ
يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلاّ يَومٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ
حَتّى يُبْعَثَ فيهِ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ بَيْتي، يُواطِئُ اسْمُهُ إسمي،
واسمُ أبيهِ اسمَ أبي، يَمْلأُ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ
ظُلْماً وَجَوْراً « .
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: » لَوْ لَمْ
يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إلاّ يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ
بَيْتي، يَمْلَؤها عَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً « .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »
لا تذْهَبُ الدُّنيا ولا تَنْقَضي حَتّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِن أهلِ بَيْتي
يُواطِئُ اسمُهُ إسمي « .
إذن، المهدي من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه محمد بن عبد
الله، ولا يُعرف ما إذا سَيكون من نسل الحسن بن علي أم الحسين بن علي،
فالروايـات في ذلك لا تصح، وإن كان ابن تيميـة - رحمه الله - قد رَجَّحَ
أنه من نسل الحسن معتمداً في ذلك على أثر مروي عن عليٍّ رضي الله عنه، وقد
ضعّفه محقق مشكاة المصابيح العلامة الألباني .

صفته الخَلْقية ومدّة حكمه:

وأما صفته الخَلْقية، فقد بيَّنها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في
حديثه الآتي: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: » المَهْدي مِنّي، أجْلى الجَبْهَةِ ، أَقْنى الأَنْفِ ، يَمْلأُ
الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، يَمْلِكُ
سَبْعَ سِنين « .
وأمّا مدَّة حكمه فقد بيّنها الحديث السابق. وفي الحديث الآخر: »
لَتُمْلأَنَّ الأرضُ جَوْراً وظُلْماً، فإذا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً
يَبْعَثُ اللّهُ رَجُلاً مِنّي إسمُهُ إسمي، وإسمُ أبيهِ إسمُ أبي،
فَيَمْلَؤها عَدْلاً وقِسْطاً، يَمْكُثُ فيكُم سَبْعاً أو ثَمانِيَاً،
فَإنْ أكْثَر فَتِسْعاً « .
وهو الذي يصلي خلفـه عيسى بن مريم عليـه الصـلاة والسلام، ففـي الحديث
الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: » كَيْفَ أَنْتُم إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فيكُمْ وإمامُكُم
مِنْكُمْ « .

وقال صلى الله عليه وسلم: » مِنَّا الّذي يُصَلِّي خَلْفَهُ عيسى بنُ مَرْيَم « .
وقد روى الإمام مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: » لا تَزالُ طائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتي يُقاتِلونَ عَلى الحَقِّ ظاهِرينَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ. قالَ:
فَيَنْزِلُ عيسى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَقولُ أميرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا. فَيَقولُ: لا، إنَّ بَعضَكُم على
بَعضٍ أُمَراء تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذهِ الأُمَّةِ « .
والمهدي هو المقصود - والله أعلم - في حديثه صلى الله عليه وسلم: » يَكونُ
في آخِرِ أُمَّتي خَليفةٌ يَحْثي المالَ حَثْياً، ولا يَعُدُّهُ عَدّاً «.
وهو قطعة من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: » مِنْ خُلَفائِكُم خَليفَةٌ يَحْثو المالَ حَثْيَاً ولا يَعُدُّهُ عَدّاً « .
وهذا إنْ دلّ على شيءٍ فَإنَّما يَدُلُّ علَى كَثْرَةِ الغَنائِمِ
والفُتوحاتِ في زِمانهِ وكَثرَةِ المَلاحِمِ بَيْنَ المسلمينَ وأعْدائِهِم
.
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

المهدي بن عبد الله Empty رد: المهدي بن عبد الله

الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:46
بداية ظهور المهدي:

وأما بداية ظهوره فيكون بتهيئته لقيادة الأمة وصلاحه لها. يقول صلى الله
عليه وسلم: » المَهْدي مِنَّا أهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللّه في
لَيْلَةٍ « . أي أن الله تعالى يصلحه لقيادة أمة الإسلام، والله أعلم.
وقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح عندمـا قـال: » وإمامهم رجلٌ صالِحٌ ... « الحديث، وسيأتـي.
ثم ينكشف أمر المهدي عند حكّام ذلك الزمان، فيهرب إلى مكّة مع بعض الناس
ليحتمي بالبيت، وليس معهم عدة ولا عدد ولا منعة، ويُبعَث خلفه جيش لقتله
والتخلص منه، والدليل هو ما رواه الإمام مسلم في الصحيح عن أم سلمة رضي
الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: » يَعوذُ عائِذٌ بِالبَيْتِ
فَيُبْعَثُ إلَيهِ بَعْثٌ، فِإذا كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ
بِهِم. فَقُلتُ: يا رسولَ اللّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كانَ كارِهاً؟ قالَ:
يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُم، ولَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ عَلى
نِيَّتِهِ « .
وروى مسلم أيضاً عن عبد الله بن صفوان قال: أخبرتني حفصة رضي الله عنها
أنها سمعتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: » لَيَؤُمَّنَّ هذا البَيْتَ
جَيشٌ يَغزونَهُ، حَتّى إذا كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ
بِأَوْسَطِهِم، ويُنادي أَوَّلُهُم آخِرَهُم ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِم، فَلا
يَبْقى إلاّ الشَّريدُ الَّذي يُخْبِرُ عَنْهُم « . وفي رواية عن يوسف بن
ماهك قال: أخبرني عبد الله بن صفوان عن أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: » سَيَعوذُ بِهَذا البَيْتِ - يعني الكعبة - قَومٌ لَيسَ
لَهُم مَنَعةٌ ولا عَدَدٌ ولا عُدّةٌ، يُبْعَثُ إلَيْهِم جَيشٌ حَتّى إذا
كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ بِهِم «. قال يوسف : وأهل الشام
يومئذ يسيرون إلى مكة، فقال عبد الله بن صفوان : أما والله ما هو بهذا
الجيش .
ويروي مسلم عن عبد الله بن المعدنير رضي الله عنه أن عائشة رضي الله عنها
قالت: عَبَثَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم في مَنامِهِ، فَقُلْنا: يا
رسولَ اللّهِ صَنَعْتَ شَيْئاً في مَنامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ.
فَقال: » العَجَبُ أنّ ناساً مِنْ أُمَّتي يَؤُمُّونَ بِالبَيْتِ بِرَجُلٍ
مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالبَيْتِ حَتّى إذا كانوا بِبَيْداءَ خُسِفَ
بِهِم «. فَقُلنا: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ الطَّريقَ قد يَجْمَعُ
النّاسَ. قال: » نَعَم، فيهُمُ المُسْتَبْصِرُ والمَجْبورُ وَابْنُ
السَّبيلِ، يَهْلِكونَ مَهْلَكاً واحِداً ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتّى،
يَبْعَثُهُمُ اللّهُ عَلى نِيّاتِهِم « .
فهذا جيش يُبعَث في إثر المهدي للتخلص منه وممن معه من المؤمنين، فيلجأون
إلى البيت الحرام محتمين به، ويخسَف بهذا الجيش ببيداء من الأرض، وهي
بيداء المدينة، وهي الشرف الذي قدّام ذي الحليفة، أي من جهة مكّة، وهي أرض
ملساء.
وروى أحمد والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: » طائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي يُخْسَفُ بِهِم، يُبْعَثونَ إلى رَجُلٍ
فَيَأتي مَكّةَ، فَيَمْنَعُهُ اللّهُ مِنْهُمْ ويُخْسَفُ بِهِم،
مَصْرَعُهُم واحِدٌ وَمَصادِرُهُم شَتّى. إنَّ مِنْهُم مَنْ يَكْرَهُ
فَيَجِيءُ مُكْرَهَاً « .
وعن امرأة القَعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنهما قالت: سمعتُ رسولَ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم على المِنبر يقول: » يا هَؤلاءِ! إذا سَمِعْتُم
بِجَيْشٍ قد خُسِفَ بِهِ قَريباً فَقَد أَظَلَّتِ السّاعَةُ « .
ويُبايَعُ المهدي خليفـةً للمسلمين بعد ذلك ويجاهـد مع المسلمين في سبيل
الله تعالـى، وتكون خلافـة على منهـاج النبوّة، وتكون الملاحم بين
المسلمين وأعدائهم إلى أن ينزل عيسى عليـه الصلاة والسلام.

قتال الروم وفتح القسطنطينية:

وفي زمن المهدي يكون الفتح الثاني للقسطنطينية ( إستانبول )، وذلك قبل خروج الدَّجَّال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن يُسَيْر بن جابر قال: هاجَتْ رِيحٌ حمراءُ
بالكوفة فجاء رجل ليس له هِجِّيرى : إلاَّ يا عبدَ اللهِ بنَ مسعود ،
جاءتِ الساعةُ. قال: فَقَعَدَ وكان مُتَّكِئاً فَقال: » إنَّ السّاعَةَ لا
تَقومُ حَتَّى لا يُقْسَمَ ميراثٌ ولا يُفْرَحَ بِغَنيمةٍ. ثمّ قال بيده
هكذا - ونحّاها نحو الشام-. فقال: عَدُوٌّ يَجْمَعونَ لأَهْلِ الإسْلامِ.
قُلتُ: الرُّومَ تَعْني؟ قالَ: نَعَم، وتَكونُ عِندَ ذاكُمُ القِتالِ
رَدَّةٌ شَديدَةٌ، فَيَشْتَرِطُ المُسلِمونَ شُرْطَةً لِلمَوتِ لا تَرجِعُ
إلاّ غالِبَةً، فَيَقتَتِلونَ حَتّى يَحْجُزَ بَينَهُمُ اللَّيْلُ،
فَيَفِيءُ هَؤلاءِ وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى الشُّرْطَةُ،
ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسلِمونَ شُرْطَةً لِلمَوتِ لا تَرجِعُ إلاّ غالبَةً،
فَيَقتَتِلونَ حَتّى يَحْجُزَ بَينَهُمُ اللّيلُ، فَيَفِيءُ هَؤلاءِ
وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشتَرِطُ
المُسلِمونَ شُرْطَةً لِلمَوتِ لا تَرجِعُ إلاّ غالبَةً، فَيَقتَتِلونَ
حَتّى يُمْسُوا، فَيَفِيءُ هَؤلاءِ وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى
الشُّرْطَةُ، فَإذا كانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إلَيْهِم بَقِيَّةُ
أهْلِ الإسْلامِ فَيَجْعَلُ اللّهُ الدَّبِرَةَ عَلَيْهِم، فَيَقْتُلونَ
مَقْتَلَةً- إمّا قالَ: لا يُرى مِثلها، وإمّا قال: لَم يُرَ مِثْلُها-
حَتَّى إنَّ الطّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَباتِهِم فَما يُخَلِّفُهُم حَتّى
يَخِرَّ مَيِّتاً. فَيَتَعادُّ بَنو الأَبِ كانوا مِائَةً فلا يَجِدونَهُ
بَقِيَ مِنْهُم إلاّ الرَّجُلُ الواحِدُ، فَبِأَيِّ غَنيمَةٍ يُفْرَحُ أو
أيِّ مِيراثٍ يُقَاسَمُ. فَبَينَما هُم كَذَلِكَ إذْ سَمِعوا بِبَأسٍ هُوَ
أكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجاءَهُمُ الصَّريخُ إنَّ الدَّجَّالَ قَد
خَلَفَهُمْ في ذَراريِّهِم، فَيَرْفُضُونَ ما في أيْديهِم ويُقْبِلونَ،
فَيَبْعَثونَ عَشَرَةَ فَوارِسَ طَليعَةً. قال رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم: إنّي لأَعْرفُ أسْماءَهُم وأسْماءَ آبائِهم وألوانَ خُيولِهِم، هُم
خَيرُ فَوارِسَ عَلى ظَهرِ الأرْضِ يَوْمَئِذٍ، أو مِنْ خَيرِ فوارِسَ على
ظَهرِ الأرضِ يَوْمَئِذٍ « .
روى الإمام مسلم في الصحيح أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: » لا تَقومُ السّاعةُ حَتّى يَنْزِلَ الرُّومُ
بِالأعْماقِ أوْ بِدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِم جَيْشٌ مِنَ المَدينَةِ
مِنْ خِيارِ أهْلِ الأّرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّومُ:
خَلُّوا بَيْنَنا وَبَيْنَ الَّذينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُم. فَيَقولُ
المُسْلِمونَ: لا وَاللَّهِ، لا نُخَلِّي بَيْنَكُم وَبَيْنَ إخْوانِنا.
فَيُقاتِلونَهُم فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتوبُ اللَّهُ عَلَيْهِم
أَبَداً، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُم أفضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللَّهِ،
وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لا يُفْتَنونَ أَبداً، فَيَفْتَتِحونَ
القُسْطَنطِينِيَّةَ. فَبَيْنَما هُمْ يَقْتَسِمونَ الغَنائِمَ قَدْ
عَلَّقُوا سُيوفَهُم بِالزَّيْتونِ إذْ صاحَ فيهِمُ الشَيْطانُ: إنَّ
المَسيحَ قَدْ خَلَفَكُم في أهْليكُم. فَيَخْرُجونَ، وذَلِكَ باطِلٌ،
فَإذا جاؤوا الشَّامَ خَرَجَ. فَبَيْنَما هُم يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ،
يُسَوُّونَ الصُّفوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عيسى بنُ
مَرْيَمَ فَأَمَّهُم، فَإذا رَآهُ عَدوُّ اللّهِ ذابَ كَما يَذوبُ
المِلْحُ في الماءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حَتّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ
يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُريهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ « .
في الحديث السابق اختصار في قوله صلى الله عليه وسلم: » فينزل عيسى بن
مريم فأمَّهم « فتقديره كما جاء من كلام أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح
مسلم، قال: » فأمَّكُم بِكِتابِ رَبِّكُم وَسُنَّةِ نَبِيِّكُم « . أي
يحكم بهما، ولا يحكم بشرع آخر كالذي بعث به إلى بني إسرائيل .
لكن قبل قتال المسلمين مع بني الأصفر - الروم - تكون هدنة بينهم، فيغدر
الروم، ويأتوننا بثمانين راية، تحت كل راية عشرة آلاف، - وفي رواية: تحت
كل غاية اثنا عشر ألفاً -، وعندئذ تكون الملحمة بين الفريقين ويقضي
المسلمون فيها على الروم.
روى أبو داود في سننه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً،
قال: » سَتُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحاً آمِناً فَتَغْزونَ وهُم عَدُوَّاً
مِن وَرائِكُم، فَتُنْصَرونَ وتَغْنَمونَ وتَسْلَمونَ، ثُمَّ تَرجِعونَ
حَتّى تَنْزِلوا بِمَرجٍ ذي تُلولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ
النَّصْرانِيَّةِ الصَّليبَ فَيَقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ. فَيَغْضَبُ
رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغدُرُ الرُّومُ
وتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ « .
وفي رواية صحيحة عند أحمد وأبي داود وابن ماجة وابن حبان عن ذي مخمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: » سَتُصالِحون الرُّومَ صُلْحاً آمِناً،
فَتَغْزونَ أَنْتُم وهُم عَدُوَّاً مِنْ وَرائِكُم فَتَسْلَمونَ
وتَغْنَمونَ، ثُمَّ تَنْزِلونَ بِمَرْجٍ ذي تُلولٍ فَيَقومُ رَجُلٌ من
الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّليبَ ويَقولُ غَلَبَ الصَّليبُ! فَيَقومُ
إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فَيَقْتُلُهُ، فَيَغْدِرُ القَوْمُ،
وتَكونُ المَلاحِمُ، فَيَجتَمِعونَ لَكُم فَيَأْتُونَكُم في ثَمانينَ
غايَةٍ مَعَ كُلِّ غايَةٍ عَشْرَةُ آلافٍ «. وفي رِواية أبي مالك الأشجعي
رضي الله عنه: » ... ثُمَّ تَكونُ بَيْنَكُم وَبَيْنَ بَني الأَصْفَرِ
هُدْنَةٌ، فَيَغْدِرونَ بِكُم، فَيَسيرونَ إلَيْكُم في ثَمانينَ غايَةٍ،
تَحْتَ كُلِّ غايَةٍ اثنا عَشَرَ ألْفاً « .
وَيكون فُسْطاطُ المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، غوطة دمشق، والفسطاط هو المكان التي تجتمع إليه الجيوش لتتهيّأَ لِلقتال.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال: »
إنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالغوطَةِ إلى جانِبِ
مَدينَةٍ يُقالُ لَها دِمَشْقُ، مِنْ خَيرِ مَدائِنِ الشَّامِ «. وفي
رواية قـال: » فُسْطاطُ المُسْلِمينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ الكُبْرى
بِأرْضٍ يُقـالُ لَهـا الغوطَةُ، فيها مَدينَةٍ يُقالُ لَهـا دِمَشْقُ،
خَيرُ منازِلِ المُسْلِمينَ يَوْمَئِذٍ « .
وهناك يلتقي المسلمون من بلاد الشام والحجاز وغيرها من أقاليم الإسلام على
قتال أعداء الله، لا يفرقهم أمر، بل هم على دين الله تعالى مجتمعون، حتى
العصبات من بني العم من قبائل العرب من المسلمين يشاركون إخوانهم في
القتال.
روى ابن ماجة في سننه بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: » إذا وَقَعَتِ المَلاحِمُ بَعَثَ اللَّهُ
بَعْثـاً مِنَ المَوالي، هُم أكْرَمُ العَرَبِ فَرَسـاً وَأَجْوَدُهُ
سِلاحـاً، يُؤَيِّدُ اللّهُ بِهِمُ الدِّينَ « .
فنسأل الله تعـالى أن يوحّد أمر هـذه الأمّـة وصفّهـا وأن يرفع عنهـا أمر الجاهليـة وتفريق الأعداء بين أبنائها.
ويفتتح المسلمون على إثر هذه الملحمة القسطنطينية ويدخلونها دون أن يرموا
بسهم أو يقاتلوا بسلاح وذلك بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: » سَمِعْتُم
بِمَدينَةٍ جانِبٌ مِنهـا في البَرِّ وجانبٌ منها في البَحْر؟ « قالوا:
نعَم يا رَسولَ اللَّهِ. قالَ: » لا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزوَها
سَبْعونَ أَلْفاً مِنْ بَني إسْحاقَ ، فإذا جاؤوها نَزَلوا فَلَم
يُقاتِلوا بِسِلاحٍ وَلَم يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قالوا: لا إلهَ إلا الله
والله أكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جانِبَيْها الَّذي في البَحْرِ، ثُمّ
يَقولوا الثَّانِيَةَ: لا إلَهَ إلاّ اللّهُ واللّهُ أكْبَرُ، فَيَسْقُطُ
جانِبُها الآخَرُ، ثُمّ يَقولوا الثّالِثَةَ: لا إلَهَ إلاّ اللَهُ
واللّهُ أَكْبَرُ، فَيُفْرَجُ لَهُم فَيَدْخُلونَهـا فَيَغنَمونَ.
فَبَيْنَمـا هُم يَقْتَسِمونَ المَغـانِمَ إذْ جاءَهُمُ الصَّريخُ فَقـال:
إنَّ الدَّجَّـالَ قَدْ خَرَجَ، فَيَتْرُكونَ كُلَّ شَيءٍ ويَرْجِعونَ « .


ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدَّجَّال:

روى الإمام مسلم في الصحيح عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة رضي الله عنه
قال: كُنّا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةٍ، قال:
فَأتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ
عَلَيهِم ثِيابُ الصُّوفِ فَوافَقوهُ عنِدَ أَكَمَةٍ، فَإنَّهُم لَقِيامٌ
وَرَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ. قال: فَقالَتْ لِي نَفْسي:
اِئْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ لا يَغْتالُونَهُ. قال: ثَمَّ
قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُم. فَأَتَيْتُهُم فَقُمْتُ بَيْنَهُم
وبَيْنَهُ. قال: فَحَفَظْتُ مِنهُ أرْبَعَ كَلِماتٍ أَعُدُّهُنَّ في يَدي.
قال: » تَغْزونَ جَزيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ،
ثُمَّ فارِسَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَغْزونَ
الرُّومَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ
اللَّهُ «. قال: فَقالَ نافِع: يا جابِرُ، لا نَرى الدَّجَّالَ يَخرُجُ
حَتّى تُفْتَحَ الرُّومُ .
ومعلوم أن بلاد الروم اليوم هي أوربا وقلبها إيطاليا، وقد بشّرنا رسولنا
صلى الله عليه وسلم أنّا سنفتح رومية، عاصمة النصرانية اليوم، بعد أن فتح
المسلمون عاصمتها الأولى، القسطنطينية.
روى الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
بَينَما نَحنُ حَوْلَ رَسولِ اللَّهِ نَكْتُبُ إذْ سُئِلَ رَسولُ اللَهِ
صلى الله عليه وسلم: أَيُّ المَدينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً،
أَقُسْطَنْطِينِيَّةُ أوْ رُومِيَّةُ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم: » مَدينَةُ هِرَقلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً «، يَعني القسطنطينية .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى