- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
كِسقطة العبَاد في يَوم المعَاد
الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:40
كِسقطة العبَاد في يَوم المعَاد
ذكرنا فيما سبق أن الله يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، كما
صحت بذلك الأحاديث ، ثم يكسى العباد ، فالصالحون يكسون الثياب الكريمة ،
والطالحون يسربلون بسرابيل القطران ، ودروع الجرب ، ونحوها من الملابس
المنكرة الفظيعة .
وأول من يكسى من عباد الله نبي الله إبراهيم خليل الرحمن ، ففي صحيح
البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أول الخلائق
يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل " (1) .
قال ابن حجر : " وأخرج البيهقي من طريق ابن عباس نحو حديث الباب وزاد : "
وأول من يكسى من الجنة إبراهيم ، يكسى حلة من الجنة ، ويؤتى بكرسي فيطرح
عن يمين العرش ، ثم يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر " (2) .
وذكر العلماء أن تقديم إبراهيم على غيره بالكقطة في يوم القيامة ، لأنه لم
يكن في الأولين والآخرين أخوف لله منه ، فتعجل له الكقطة أماناً له ليطمئن
قلبه ، ويحتمل لأنه – كما جاء في الحديث – أول من لبس السراويل إذا صلى
مبالغة في التستر وحفظاً لفرجه من أن يماسَّ مصلاه ، ففعل ما أمر به ،
فجزي بذلك أن يكون أول من يستر يوم القيامة ، ويحتمل أن يكون الذين ألقوه
في النار جردوه ، ونزعوا ثيابه على أعين الناس ، كمن يفعل بمن يراد قتله ،
فجزي بكسوته في يوم القيامة أول الناس على رؤوس الأشهاد، وهذا أحسنها "
(3) .
--------------------------------
(1) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب الحشر ، فتح الباري : (11/377) ، ورواه أيضاً في كتاب الأنبياء ، انظر فتح الباري : (6/387) .
(2) فتح الباري : (11/384) .
(3) تذكرة القرطبي : 209 .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى