ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

إحباط أعمالهم Empty إحباط أعمالهم

الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:24

إحباط أعمالهم

أعمال الكفار قسمان : قسم هو طغيان وبغي وإفساد في الأرض ونحو ذلك ، فهذه
أعمال باطلة فاسدة لا يرجو أصحابها من ورائها خيراً ، ولا يتوقعون عليها
ثواباً .

وقد شبه القرآن هذه الأعمال بالظلمات التي يركب بعضها بعضاً : ( أَوْ
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ
مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ
يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا
فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) [النور : 40] .

والقسم الثاني : أعمال يظنون أنها تغني عنهم من الله شيئاً ، كالصدقة
والعتاق وصلة الأرحام والإنفاق في سبل الخير ، وقد ضرب الله في كتابه لهذا
النوع من الأعمال أمثلة .

فشبهها في بعض المواضع بالسراب الذي يظنه رائيه ماء ، ولكنه عندما يأتيه –
وهو يؤمل أن يصل إليه فيروي غلته ، ويذهب ظمأه – لا يجده شيئاً ، (
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ
اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [
النور : 39 ] .

وشبهها في موضع آخر بالرياح الشديدة الباردة تهب على الزروع والثمار
فتدمرها ( مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ
أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ ) [آل عمران : 117] .

والصر : البرد الشديد ، وهذه الرياح الباردة هي الكفر والشرك التي تحرق أعمالهم الصالحة .

وشبهها في موضع ثالث بالرماد الذي جاءته ريح عاصف فذرته في كل مكان ، فكيف
يستطيع صاحبه جمعه بعد تفرقه !! ( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ
عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ
الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ) [ إبراهيم : 18 ] .

ولذلك فإن الله يجعل أعمال الكفار هباء منثوراً ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا
عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ) [ الفرقان : 23 ]
.

وهذا الفريق الذي يظن أنه على خير يفاجأ يوم القيامة بأن عمله باطل ضائع ،
ومن هؤلاء عباد اليهود والنصارى بعد البعثة النبوية ، فإن فريقاً منهم
يجهدون أنفسهم بالعبادة، وفعل الخيرات ، ويظنون أن ذلك ينفعهم عند الله
تبارك وتعالى ، وكذلك الذين انتسبوا إلى الإسلام ، ولكنهم أشركوا بالله ما
لم ينزل به سلطاناً ، وعبدوا غير الله ، كل هؤلاء لا تنفعهم أعمالهم ، ولا
يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا - الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا - أُولَئِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا - ذَلِكَ
جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي
هُزُوًا ) [الكهف : 103-106] .

وقد سأل مصعب بن سعد أباه بن أبي وقاص عن الأخسرين أعمالاً ، فقال : " هم
اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، وأما
النصارى فكفروا بالجنة ، وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب " (1) .

وإنما كان اليهود والنصارى من الأخسرين أعمالاً ، لأن كثيراً منهم يظنون
أنفسهم على الحق ، ويجتهدون في العبادة ، وحقيقة الأمر أنهم خاسرون ،
لأنهم يكفرون برسول الله الخاتم ، وكتابه المنزل ، مع كفرهم بكثير مما
أنزل إليهم من ربهم ، وإيمانهم بالمحرف من دينهم .

فهذه الأعمال التي يظن الكفرة أنها نافعتهم في يوم الدين لا وزن لها ولا
قيمة لها في ذلك اليوم لأنها قامت على غير أساس ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ
الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ ) [آل عمران : 85] . والأساس هو الإسلام ، فما لم يكن المرء
مسلماً موحداً فعمله مردود ، وسعيه موزور غير مشكور ، روى مسلم في صحيحه
عن عائشة قالت : يا رسول الله ، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ،
ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه ؟ قال : لا ينفعه ، إنه لم يقل يوماً : رب
اغفر لي خطيئتي يوم الدين " (2) .

--------------------------------

(1) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، سورة رقم : (18) فتح الباري : (8/425) .

(2) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب أهون أهل الدنيا عذاباً ، (1/196) ورقم الحديث : 214 .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى