ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

الحساب والجزاء Empty الحساب والجزاء

الجمعة 28 أغسطس 2009, 02:18

الحساب والجزاء




تمهيد : المراد بالحساب والجزاء :



يراد بالحساب والجزاء أن يُوقف الحق تبارك وتعالى عباده
بين يديه ، ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها ، وأقوالهم التي قالوها ، وما
كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر ، واستقامة وانحراف ، وطاعة
وعصيان ، وما يستحقونه على ما قدموه من إثابة وعقوبة ، وإيتاء العباد
كتبهم بأيمانهم إن كانوا صالحين ، وبشمالهم إن كانوا طالحين .

ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده ، وما يقولونه له ، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين ، وشهادة الشهود ووزن للأعمال .

والحساب منه العسير ، ومنه اليسير ، ومنه التكريم ، ومنه التوبيخ ، والتبكيت ، ومنه الفضل والصفح ، ومتولي ذلك أكرم الأكرمين .


مشهد الحساب

حدثنا ربنا عن مشهد الحساب والجزاء في يوم الحساب فقال : ( وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) [
الزمر : 69 ] .

وحسبنا أن نعلم أن القاضي والمحاسب في ذلك اليوم هو الحكم والعدل قيوم
السماوات والأرض ليتبين لنا عظم هذا المشهد وجلاله ومهابته ، ولعل هذا
الإشراق المنصوص عليه في الآية ، إنما يكون عند مجيء الملك الجليل لفصل
القضاء ، قال تعالى : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ
فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى
اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ) [ البقرة : 210 ] .

وهذا المجيء الله أعلم بكيفيته ، نؤمن به ونعلم أنه حق ، ولا نؤوِّله ولا
نحرِّفه ، ولا نكذب به ، والآية تنصُّ على مجيء الملائكة ، فهو موقف جليل
تحضره ملائكة الرحمن بكتب الأعمال التي أحصت على الخلق أعمالهم وتصرفاتهم
وأقوالهم ، ليكون حجة على العباد ، وهو كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا
فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا
حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [ الكهف : 49 ] .

ويجاء في موقف القضاء والحساب بالرسل ، ويسألون عن الأمانة التي حمَّلهم
الله إياها. وهي إبلاغ وحي الله إلى من أرسلوا إليه ، ويشهدون على أقوامهم
ما علموه منهم.

ويقوم الأشهاد في ذلك اليوم العظيم فيشهدون على الخلائق بما كان منهم ،
والأشهاد هم الملائكة الذين كانوا يسجلون على المرء أعماله ، ويشهد أيضاً
الأنبياء والعلماء كما تشهد على العباد الأرض والسماء والليالي والأيام .

ويؤتى بالعباد الذين عقد الحق محكمته العظيمة لمحاسبتهم ، ويقامون صفوفاً
للعرض على رب العباد ( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا ) [ الكهف : 48 ]
، ويؤتى بالمجرمين منهم وهم الذين كذبوا الرسل ، وتمردوا على ربهم ،
واستعلوا في الأرض – مقرنين في الأصفاد ، مسربلين بالقطران ، ( وَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ - سَرَابِيلُهُم
مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ - لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ
نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [ إبراهيم :
49-51 ] ، ولشدة الهول تجثوا الأمم على الركب عندما يدعى الناس للحساب
لعظم ما يشاهدون ، وما هم فيه واقعون ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً
كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ ) [ الجاثية : 28 ] .

إنه مشهد جليل عظيم نسأل الله أن ينجينا فيه بفضله وَمَنِّهِ وكرمه .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى