- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
مصعب بن عمير
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:31
" لقد رأيت مصعباً هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله" من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
أول سفير في الإسلام :
فقد اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون سفيره إلى المدينة ، يفقه
الأنصار ويعلمهم دينهم ويدعو الجميع إلى الإسلام ويهيئ المدينة ليوم
الهجرة ، مع أنه كان هناك من يكبره سناً ، وحمل مصعب الأمانة مستعيناً بما
أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، فنجح في مهمته ودخل أهل المدينة
الإسلام .
نسبه:
غرة فتيان قريش وأبهاهم وأوفاهم شباباً ، كان مصعب بن عمير المدلل المنعّم
وكما يصفه المسلمين مصعب الخير ، وكان رغم حداثة سنه علم باجتماع المسلمين
في دار الأرقم فلم يتردد وسارع إلى هناك واستمع للآيات وهي تتلى فكان له
مع الإسلام موعداً.
مصعب مع أمه :
كانت أم مصعب خناس بنت مالك تتمتع بقوة الشخصية ، وكانت تُهاب إلى حد
الرهبة ، ولما أسلم مصعب خاف من أمه وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله
أمراً ، ولكن أبصره عثمان بن طلحة وهو يدخل إلى دار الأرقم ثم رآه مرة
أخرى وهو يصلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأسرع عثمان إلى أم مصعب
ينقل إليها الخبر ، فحبسته أمه في أحد أركان دارها ، حتى علم أن هناك من
المسلمين من يخرج إلى الحبشة مهاجراً ، فاستطاع الخروج وهاجر معهم ، ثم
عاد إلى مكة ، وحرمته أمه من كل النعم وحاولت حبسه مرة أخرى فآلى على نفسه
لئن فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ، وإنها لتعلم صدق عزمه ،
فودعته باكية مصرّة على الكفر ، وودعها باكياً مصرّ على الإيمان ، فقالت
له : اذهب لشأنك لم أعد أمّاً لك وحاول أن ينصحها لدخول الإسلام ولكنها
رفضت .
وهكذا خرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها ، وأصبح يرتدي أخشن الثياب ويعيش عيشة البسطاء .
إسلام سادة مدينة على يديه :
أقام مصعب في المدينة في بيت أسعد بن زرارة ، ونهضا يدعوان الناس إلى
الإسلام ، وتعرضا لمواقف كادت تودي بحياتهما ، ففي يوم فاجأهما أسيد بن
حضير بن عبد الأشهل شاهراً حربته ، ثائراً غاضباً على الذي جاء يفتن قومه
عن دينهم ، وقال : ما جاء بكما إلى المدينة تسفهان ضعفائنا .. اعتزلانا
إذا كنتما تريدان العيش ، وبمنتهى الهدوء قال له مصعب : أولا تجلس فتسمع ؟
.. فإن رضيت أمرنا قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره ، فقال أسيد :
أنصفت ، وألقى حربته وجلس يصغي ، ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ويفسر الدعوة
حتى أخذت أسارير أسيد تشرق ، وأعلن إسلامه ، وسرى الخبر فجاء سعد بن معاذ
فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم ، ثم تلاه سعد بن عبادة ، وهكذا حتى أسلم كل
سادة قريش بالمدينة .
غزوة أحد والشهادة :
في غزوة أحد ، احتدم القتال وخالف الرماة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
وغادروا مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون ، وكانت
النتيجة أن فوجئ المسلمين بفرسان قريش يلتفون حول الجبل ويهجمون عليهم ،
فمزقت الفوضى التي حدثت صفوف المسلمين ... وحاول كفار قريش أن ينالوا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأدرك مصعب بن عمير ذلك ، فحمل اللواء
ومضى يصول ويجول وكل همّه أن يشغل المشركين عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فأقبل ابن قميئة وهو من الكفار فضرب مصعب على يده اليمنى فقطعها ،
فأخذ مصعب اللواء بيده اليسرى ، ولكن قميئة ضرب أيضاً اليد اليسرى فقطعها
، فأخذ اللواء بين عضديه وصدره ولكن قميئة عاجله بضربة رمح في صدره فسقط
شهيداً .
وهكذا استشهد فتى مكة المنعم ولم يجدوا إلا بُردة صغيرة ليكفن بها ، فإذا
غطوا رأسه ظهرت قدماه وإذا ستروا قدماه بانت رأسه ، وبكاه الرسول صلى الله
عليه وسلم هو وشهداء أحد وقال :" إني أشهد أنكم الشهداء عند الله يوم
القيامة .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى