- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
المعدنير بن العوام
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:30
" إن لكل نبي حوارياً وحواري المعدنير بن العوام"
أول سيف شهر في الإسلام هو سيف المعدنير بن العوام :
ففي أيام الإسلام الأولى ، سرت شائعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد
قتل ، فما كان من المعدنير إلا أن استل سيفه ، وسار في شوارع مكة ، فلقيه
الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عما به ، فأخبره المعدنير بالنبأ ، فدعا له
الرسول صلى الله عليه وسلم بالخير ولسيفه بالغلب ، وكان عمره يومئذٍ خمس
عشرة سنة .
ذلك هو المعدنير بن العوام ، أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل ،
يدير تجارة ناجحه لكنه أنفق ماله على الإسلام حتى مات مديناً .
المعدنير وطلحة :
يرتبط ذكر المعدنير دوماً مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الإثنان متشابهان في
النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين ، وحتى مصيرهما كان متشابهاً
فهما من العشرة المبشرين بالجنة ، وآخى بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم
، ويجتمعان بالنسب وبالقرابة معه ، وتحدّث عنهما الرسول صلى الله عليه
وسلم قائلاً : طلحة والمعدنير جاراي في الجنة . وكانا من أصحاب الشورى الستة
الذين اختارهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإختيار خليفته .
إيمانه وصبره :
كان للمعدنير رضي الله عنه نصيباً من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في
حصير ويدخن عليه بالنار ويناديه : اكفر بمحمد أدرأ عنك هذا العذاب ، فيجيب
الفتى الغض : لا والله ، لا أعود للكفر أبداً .. وهاجر المعدنير إلى الحبشة
الهجرتين ، ثم عاد وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
غزوة أحد :
في غزوة أحد ، وبعد أن انقلب جيش قريش راجعاً إلى مكة ، ندب الرسول صلى
الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر والمعدنير رضي الله عنهما لتعقب جيش المشركين
ومطاردته ، فقاد سيدنا أبو بكر والمعدنير سبعين من المسلمين قيادة ذكية
أبرزا فيها قوة جيش المسلمين ، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول
القادم لمطاردتهم فأسرعوا هاربين .
بنو قريظة :
وفي يوم الخندق ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" من رجل يأتينا بخبر
بني قريظة ؟" قال المعدنير : أنا . فأعادها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال
الزبير : أنا وقالها الثالثة وكذلك قال المعدنير : أنا ، فقال الرسول صلى
الله عليه وسلم :" لكل نبي حوارياً والمعدنير حواري وابن عمتي ".وحين طال
حصار بني قريظة دون أن يستسلموا ، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم المعدنير
وعليّ بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان : والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة
أو لنفتحنّ عليهم حصنهم ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن واستطاعا أن يفتحا
أبوابه للمسلمين .
يوم حنين :
وفي يوم حنين أبصر المعدنير مالك بن عوف زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك
الغزوة ، أبصره واقفاً وسط فيلق من أصحابه فاقتحم حشدهم وحده ، وشتت شملهم
وأبعدهم عن طريق المسلمين .
حبه للشهادة :
كان المعدنير بن العوام شديد الحب للشهادة ، فكان يقول : إن طلحة بن عبيد
الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وإني لأسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم
يستشهدون :
فسمى ولده عبد الله تيمناً بالشهيد عبد الله بن جحش .
وسمى ولده المنذر تيمناً بالشهيد المنذر بن عمرو .
وسمى ولده عروة تيمناً بالشهيد عروة بن عمرو .
وسمى ولده حمزة تيمناً بالشهيد حمزة بن عبد المطلب .
وسمى ولده جعفر تيمناً بالشهيد جعفر بن أبي طالب .
وسمى ولده مصعب تيمناً بالشهيد مصعب بن عمير .
وسمى ولده خالد تيمناً بالشهيد خالد بن سعيد .
هكذا أسماهم راجياً أن ينالوا الشهادة يوماً ما .
وصيته :
كان توكله على الله من منطلق جوده وشجاعته وفدائيته ، وحين كان يجود بروحه
، اوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً : إذا اعجزك دين فاستعن بمولاي .
فسأله عبد الله : أي مولى تعني ؟ فأجابه : الله ، نعم المولى ونعم النصير .
يقول عبد الله فيما بعد : فوالله ما وقعت من كربة في دينه إلا قلت : يا مولى المعدنير اقضِ دينه ، فيقضيه .
الشهادة :
لما كان المعدنير بوادي السباع ، نزل يصلي ، فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله
، وسارع قاتل إلى عليّ يبشره بقتله المعدنير ، فثار سيدنا عليّ رضي الله عنه
وأمر بطرد الرجل وقال : بُشّر قاتل ابن صفية بالنار وبكى سيدنا عليّ عندما
رأى السيف الذي قتل به المعدنير وقال : سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب
عن رسول الله ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى