- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
أسَيْد بن حُضَيْر
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:26
أسَيْد بن الحُضَير بن سمّاك الأوسي الأنصاري أبوه حضير الكتائب زعيم
الأوس ، وكان واحدا من أشـراف العـرب في الجاهلية وورث أسيد عن
أبيـه مكانته وشجاعته وجـوده ، فكان قبل اسلامـه من زعماء المدينة
وأشـراف العـرب ، ورماتها الأفذاذ ، كان أحد الاثني عشـر نقيباً حيث
شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحداً وثبت مع الرسـول الكريم حيث انكشف
الناس عنه وأصيب بسبع جراحات ...
اسلامه
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم
المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو
غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا
زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء
والأجداد وقال سعد اذهب الى هذا الرجل وازجره ) ...
وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد
الذين سبقوا في الاسلام ، ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب
-رضي الله عنه- ، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته ، فقال له مصعب هل لك في
أن تجلس فتسمع ، فان رضيت أمرنا قبلته ، وان كرهته كففنا عنك ما تكره )
... فقال أسيد الرجل الكامل بعد غرس حربته في الأرض لقد أنصفت ، هات ما
عندك ) ...
وراح مصعب يقرأ من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد ، حتى لاحظ
الحاضرين في المجلس الاسلام في وجه أسيد قبل أن يتكلم ، فقد صاح أسيد
مبهورا ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في
هذا الدين ؟) ... فقال له مصعب تطهر بدنك ، وثوبك وتشهد شهادة الحق ، ثم
تصلي ) ... فقام أسيد من غير ابطاء فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين
...
اسلام سعد
وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه أقسم ، لقد جاءكم أسيد
بغير الوجه الذي ذهب به ) ... وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس
مصعب سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن
زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد لقد حدثت أن بني حارثة
قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) ...
وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه
مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وانما سكينة تغشى الجماعة ،
وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد ، وما كاد أن يسمع حتى
شرح صدره للاسلام ، وأخذ مكانه بين المؤمنين السابقين ...
قراءة القرآن
وكان الاستماع الى صوت أسيد -رضي الله عنه- وهو يرتل القرآن احدى المغانم
الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتاً ، قال : قرأت ليلة سورة
البقرة ، وفرس مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منّي وهو غلام ، فجالت الفرس
فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالتِ الفرسُ فقمتُ وليس لي همّ
إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالت الفرسُ فرفعتُ رأسي فإذا شيء كهيئة الظلّة في
مثل المصابيح مقبلٌ من السماء فهالني ، فسكتُ ، فلمّا أصبحتُ غدوتُ على
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، فقال اقرأ أبا يحيى ) ...
فقلت قد قرأتُ فجالتِ الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ) ... فقال
-صلى الله عليه وسلم- اقرأ أبا يحيى ) ... فقلتُ قد قرأتُ فجالت
الفرس ؟) ... فقال اقرأ أبا يحيى ) ... فقلت قد قرأتُ فرفعتُ رأسي
فإذا كهيئة الظلّة فيها المصابيح فهالني ) ... فقال -صلى الله عليه وسلم-
تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك ، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون
إليهم !) ...
فضله
عن أنس بن مالك قال كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء حِنْدِس ، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا
أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت
لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها ) ...
القصاص
كان أسيد رجلاً صالحاً مليحاً ، فبينما هو عند رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يُحدّث القومَ ويُضحكهم ، فطعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في
خاصرته ، فقال أوجَعْتَني !) ... قال اقتصَّ ) ... قال يا رسول
الله عليك قميصٌ ولم يكن عليّ قميص ) ... فرفع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قميصه ، فاحتضنَهُ ثم جعل يقبّل كشحتَهُ فقال بأبي أنت وأمي يا
رسول الله أردت هذا ) ...
غزوة بدر
لقي أسيد بن الحضير رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- حين أقبل من بدر ،
فقال الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما
كان تخلّفي عن بدر ، وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً ، ولكن ظننتُ أنّها العير
، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت ) ... فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه
وسلم- صدقت ) ...
غزوة بني المصطلق
كان يتمتع -رضي الله عنه- بحلم وأناة وسلامة في التقدير ،ففي غزوة بني
المصطلق أثار عبدالله بن أبي الفتنة ، فقد قال لمن معه من أهل المدينة
لقد أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما
بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم ، أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل ) ... سمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم وقد
كان غلاما فأخبر الرسول -صلىالله عليه وسلم- بذلك ، وتألم الرسول كثيرا ،
وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم أوما بلغـك ما قال صاحبكـم ) ...
قال وأي صاحـب يا رسـول اللـه ) ... قال عبداللـه بن أبي ) ... قال
وما قال ؟) ... قال الرسـول زعم أنه ان رجع الى المدينة ليخرجن
الأعـز منها الأذل ) ... فقال أسيـد فأنت يا رسول الله تخرجه منها ان
شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ) ... ثم قال يا رسـول الله ، ارفق
به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فانه
ليرى أنك قد استلبته ملكا ) ...
يوم السقيفة
وفي يوم السقيفة ، اثر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث أعلن فريق من
الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدم
النقاش ، كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفا واضحا وحاسما ، فقد قال
للأنصار من قومه تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان من
المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار
رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) ... فكانت كلماته بردا
وسلام ...
وفاته
في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد -رضي الله عنه- ، وأبى أمير
المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه ، وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب
جثمان مؤمن عظيم ... وقد هلك أسيد -رضي الله عنه- وترك عليه أربعة آلاف
درهم دَيْناً ، وكان ماله يُغِلُّ كل عامٍ ألفاً ، فأرادوا بيعه ، فبلغ
ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً
فتستوفون في أربع سنين ؟) ... قالوا نعم يا أمير المؤمنين ) ... فأخروا
ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألف ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى