- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
بلال بن رباح
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:24
بلال بن رباح الحبشي ، هذا الرجل شديد السمرة ، النحيف الناحل ، المفرط الطول
الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض
طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل انما أنا حبشي ... كنت بالأمس عبدا ) ...
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما أنا بلال
وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان
تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر ) ...
نسبه واسلامه
انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى
امائهم وجواريهم ... ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في
مكة يتناقلوها ، وحين كان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ،وذات يوم يبصر
بلال نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنينه ، فيذهب الى رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- ويسلم ... ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع ، وتدور
الأرض برءوس أسياده من بني جمح ،وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف
الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية
لنفسه ... ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد
الآبق ... ) ...
العذاب و الحرية
لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ،
فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم
ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه اذكر اللات
والعزى ) ...
فيجيبهم أحد ... أحد ) ...
واذا حان الأصيل أقاموه ، وجعلوا في عنقه حبلا ، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها ، وبلال -رضي الله عنه- لا يقول سوى
أحد ... أحد )00 ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : (
أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ؟ ) ... ثم يصيح في أمية خذ أكثر من
ثمنه واتركه حرا ) ... وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من
الرجال الأحرار ...
غزوة بدر
و بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة ،يشرع
الرسول للصلاة آذانه ... ويختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن
للاسلام ، وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في
أول غزوة يخوضها الاسلام ، غزوة بدر ، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى
الله عليه وسلم- أن يكون شعارها ( أحد ... أحد ) ...
وبينما المعركة تقترب من نهايتها ، لمح أمية بن خلف ( عبد الرحمن بن عوف )
صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره
رجاء أن يخلص بحياته ... فلمحه بلال فصاح قائلا رأس الكفر ، أمية بن
خلف ... لا نجوت أن نجا ) ... ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله
الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف أي بلال 00 انه أسيري ) ...
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته
في المسلمين يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف ... لا نجوت أن نجا
) ... وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه ، ولم يستطع عبد
الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا ، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت
السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح أحد ... أحد ) ...
يوم الفتح
وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ،
وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة ) ...
وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ،
فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة ...
بلال من المرابطين
وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين
من بعده أبوبكر الصديق ، وذهب بلال الى الخليفة يقول له يا خليفة رسول
الله ، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : أفضل عمل المؤمن
الجهاد في سبيل الله ) ... قال له أبو بكر : ( فما تشاء يا بلال ؟) قال
أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ) ... قال أبو بكر ومن يؤذن لنا
؟؟) ... قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع اني لا أؤذن لأحد بعد رسول
الله ) ... قال أبو بكر بل ابق وأذن لنا يا بلال ) ... قال بلال ان
كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما
أعتقتني له ) ... قال أبو بكر بل أعتقتك لله يا بلال ) ... ويختلف
الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه
قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه
وخرج الى الشام ...
الآذان الأخير
وكان آخر آذان له ،أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- وتوسل
المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير
المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن
... فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء ...
وفاته
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى