ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

شريح القاضى Empty شريح القاضى

الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:11

ابتاع امير المؤمين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فرسا من رجل من الاعراب
ونقده ثمنه ثم امتطى صهوته ومضى به لكنه ما كاد يبتعد بالفرس طويلا حتى
ظهر فيه عيب عاقه عن مواصله الجرى فاثنى به عائدا من حيث انطلق وقال للرجل
خذ فرسك فانه معطوب فقال الرجل لا اخذه ي امير المؤمنين وقد بعته سليما
صحيحا فقال عمر اجعل بينى وبينك حكما فقال الرجل: يحكم بيننا شريح بن
الحارث الكندى فقال عمر رضيت به
احتكم امير المؤمنين عمر بن الخطاب وصاحب الفرس الى شريح فلما سمع شريح
مقاله الاعرابى التفت الى عمر بن الخطاب وقال : هل اخذت الفرس سليما يا
امير المؤمنين ؟
فقال عمر نعم
فقال شريح: احتفظ بما اشتريت - يا امير المؤمنين - او رد كمااخذت
فنظر عمر الى شريح معجبا وقال
وهل القضاء الا هكذا ؟
قول فصل وحكم عدل
سر الى الكوفه فقد وليتك قضاءها
لم يكن شريح بن الحارث يوم ولاه عمر القضاء رجلا مجهول المقام فى المجتمع
المدنى او امرا مغمور النزله بين اهل العم واصحاب الراى من جله الصحابه
الكبار والتابعين
فقد كان اصحاب افضل واهل السابقع يقدرون لشريحفطنته الحاده زذكاءه الفذ وخلقه الرفيع وطول تجربته فى الحياه وعمقها
فهو رجل يمنى الموطن كندى العشيره قضى شطرا غير يسير من حياته فى الجاهليه
فلما اشرقت الجزيره العربيه بنور الهدايه ونفذت اشعه الاسلا م الى ارض
اليمن كان شريح من اوائل المؤمنين بالله ورسوله والمستجبين لدعوه الحق

وكان عارفوا فضله ومقدار شمائله ومزاياه ياسون عليه اشد الاسى ويتمنون ان
و اتيح له ان يفد الى المدينه مبكرا ليلقى رسول الله صلى الله عيه وسلم
قبل ان يلحق بالرفيق الاعلى ولينهل من موارده الصافيه المصفاه مباشره لا
بالوساكه
ولكى يحظى بشرف الصحبه بعد ان حظى بنعمه الايمان
وبذلك يجمع الخير من اطرافه
ولكن ما قدر كان
ولكن لمويكن الفاروق رضوان الله عليه متعجلاحين عهد بمنص من مناصب القضاء
الكبرى لرجل من التابعين على الرغم من ان سماء الاسلام كانت يومئذ ما تزال
تتالق بالنجوم الزهر من صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اثبتت
الايام صدق فراسه عمر وصواب تدبيره
اذ ظل شريح يقضى بين المسلمين نحوا من ستين عاما متتابعه من غير انقطاع
وقد تعالقب على اقراره فى منصبه كل من عمر وعثمان وعلى ومعاويه رضوان الله عليهم اجمعين
كما اقره على ضلك من جاء بعد معاويه من خلفاء بنى اميه حتى طلب الرجل
اعفاءه من منصبه ابان ولايه الحجاج وكان قد بلغ السابعه بعد المائه من
حياته المديده الراشيده الحافله بالفاخر والماثر
ولقد ازدان تاريخ القضاء فى الاسلا م ببدائع من مواقف شريحوزها بروائع من
انضياع امؤمنين وعامتهم لشرع الله الذى يمثله شريح ونزولهم على حكمه

من ذلك ان على بن ابى طالب رضى الله عنه افتقد درعا له كانت اثيره عنده
غاليه عليه ثم ما لبث ام وجده فى يد رجل من اهل الذمه يبيعها فى سوق
الكوفه
فلما فما راها عرفها وقال :
هذه درعى سقطت من على جمل لى فى ليله كذا وفى مكان كذا
فقال الذمى بل هى درعى وفى يدى يا امير المؤمنين
فقال على انما هة درعى ولم ابعها من احد ،ولم اهبها لاحد حتى تصير اليك
فقال الذمى :بينى وبينك قا ى المسلمين
فقال على انصفت فهلم اليه
ثم انهما ذهبا الى شريح القاضى فلما صارا عنده فى مجلس القضاء قال شريح لعى رضى الله عنه ما تقول يا امير المؤمنين؟
فقال :لقد وجدت درعى هذه مع هذا الرجل ،وقد سقطت منى فى ليله كذا وفى مكان كذا وهة لم تصل اليه لاببيع ولا بهبه
فقال شريح للذمى:وما تقول انت ايها الرجل ؟
فقال الدرع درعى وهى فى يدى ولا اتهم امير المؤمنين باكذب
فالتفت شريح الى على وقال:
لا ريب عندى فى انك صادق فيما تقوله يا امير المؤمنين وان الدرع درعك ولكن لا بد لك من شاهدين يشهدان على صحه ما ادعيت؟
فقال على نعم
مولاى قنيبر ،وولدى الحسن يشهدان لى
فقال شريح:ولكن شهاده الابن لابيه لا تجوز يا امير المؤمنين
فقال على يا سبحان الله !!
رجل من اله الجنه لاتجوز شهادته !!
ما سمعت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه)
فقال شريح بلى يا امير المؤمنين غير انى لا اجيز شهاده الوالد لوالده
عند ذلك التفت على الى الذمى وقال :
خذها ،فليس عندى شاهد غيرهما
فقال الذمى ولكنى اشهد بان الدرع لك يا امير المؤمنين
ثم اردف قائلا :يالله
امير المؤمنين يقاضينى امام قاضيه!!
وقاضيه يقضى لى عليه!!
اشهد ان الدين الذى يامر بهذا لحق واشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله
اعلم ايها القاضى ان الدرع درع امير المؤمنين وانى اتبعت الجيش وهو منطلق الى صفين فسقط الدرع عمن جمله الارق فاخذتها
فقال على رضى الله عنه:اما وانك اسلمت فانى وهبتها لك
ووهبت لك معها هذا الفرس ايضا ولم يمضى على هذا الحدث زمن طويل حتى
شوهد الرجل يقاتل الخوارج تحت رايه على فى يوم النهروان ويمعن فى القتال
حتى كتبت له الشهاده
ومن روائع شريح ايضا ان ابنه قال له يوما: يا ابت ان بينى وبين قوم خصومه ،
فانظر فيها فان كان لى الحق فيها قضيتهم وان كان لهم صالحتهم ثم قص عليه قصته
فقال له انطلق فقاضيهم
فمضى الى خصومه ودعاهم الى المقاضاه فاستجابواله
ولما مثلوا بين يدى شريح قضى لهم على ولده فلما رجع وابنه الى البيت قال الولد لابيه فضحتنى يا ابت
والله لو لم استشيرك من قبل لما لمتك فقال شريح: يا بنى والله لانت احب الى من ملء
الارض من امثالهم ولكن الله عز وجل اعز على منك
لقد خشيت ان اخبرك بان الحق لهم فتصالحهم صلحا يفوت عليهم بعض حقهم فقلت لك ما قلت0

روى احدهم قال:
سمعنى شريح وانا اشتكى بعض ما غمنى لصديقى فاخذنى من يدى وانتحى بى جانبا وقال: يا ابن اخى اياك والشكوى لغير الله عزوجل
فان من تشكو اليه لا يخلو ان يكون صديقا او عدوا
فاما الصديق فتحزنه
واما العدو فيشمت بك
ثم قال انظر الى عينى هذه- واشار الى احدى عينيه - فوالله ما بصرت بها شخصا ولا طريقا منذ خمس عشر سنه
ولكنى ما اخبرت احدا ذلك الا انت فى هذه الساعه
اسمع قول العبد الصالح (انما اشكوا بثى وحزنى الى الله)
فاجعل الله عز وجل مشكاك ومحزنك عند كل نائبه تنوبك
فانه اكرم مسئول واقرب مدعو
وقد راى ذات يوم رجلا يسال اخر شيئا فقال له:
يا بن اخى من سال انسان حاجه فقد عرض نفسه على الرق فان قضاها له المسؤل
فقد استعبده بها وان رده عنها رجع كلاهما ذليلا
هذا بذل البخل وذاك بذل الرد
فاذا سالت فاسال الله
واذا استعنت فاستعن بالله
واعلم انه لا حول ولا قوه ولا عون الا بالله
رضى الله عن الفاروق فقدزان مفرق القضاء فى الاسلام بلؤلؤه كريمه الاعراق
صافيه الجواهر
وائعه المجتلى
وحبا المسلمين مصباحا منيرا مازالوا حتى اليوم يستضيؤون بسنافقهه لشرع الله
ويهتدون بنور فهمه لسنه رسول الله
ويباهون به الامم يوم القيامه
ورحم الله شريحا القاضى
فقد اقام العدل بين الناس ستين عامافما حاف على احد ولا حاد عن حق
ولا ميز بين ملك وسوقه
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى