ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

طاووس بن كيسان Empty طاووس بن كيسان

الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 15:07

نتحدث اليوم عن عالم من علمائنا عظيم... وتابعي جليل... ورجل عظيم من رجالات التاريخ الإسلامي... عالم اليمن طاووس بن كيسان...
فتح الله عليه فبرع في العلوم الشرعية جميعاً... فله باع كبير في تفسير
القرآن... وله قدم راسخة في رواية الحديث... حتى إنه ليقول لأحدهم: إذا
حدثتك الحديث فأثبته لك فلا تسألن عنه أحداً...
وفي الفقه كانوا يقولون ما من أحد أعلم بالحلال والحرام من طاووس...
أدرك خمسين صحابياً، ثم صحب عبد الله بن العباس رضي الله عنه حبر الأمة
وترجمان القرآن، فنال عنده حظوة ومكانة عالية...حتى كان يدخل على عبد الله
بن العباس رضي الله عنه مع خواص الناس... وعالم آخر جليل مثل عطاء يدخل
عليه مع العوام!!
وكان يقول فيه عبد الله بن العباس كلمة عظيمة... كان يقول: إني لأظن طاووساً من أهل الجنة!!!...
كان مولى فارسياً، يظن أنه ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، كان جميل
الطلعة تاماً، بين عينيه أثر السجود يخضب بحناء شديد الحمرة... مرهف الحس،
إذا مر في السوق لا يتحمل أن يرى تلك الرؤوس المشوية، كان يغشى عليه ويظل
تلك الليلة أرقاًً!!!...
سلك مسالك الصالحين، وزكّى نفسه حتى ظهر ذلك وبان للناس... ويكفيك كلمة بن عباس لتعلم المقدار الذي وصل إليه...
قال عنه الزهري العالم الجليل: لو رأيت طاووساً علمت أنه لا يكذب...
قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن ومن سادات التابعين... مستجاب الدعوة
عن عمرو بن دينار قال: حدثنا طاووس ولا تحسبن فينا أحداً أصدق لهجةً من طاووس...
إن تزكية النفس تتم – بعد ترك المنهيات – هي بالإكثار من النوافل
والمداومة على الذكر والدعاء... ولقد أخذ عالمنا طاووس بهما... ووصلنا عنه
بعض الصور عن عبادته...
كان يجلس بعد صلاة العصر لا يكلم أحداً وابتهل في الدعاء...
وكان لا يترك قيام الليل... ولا ينام في السَحَر حتى ولو كان متعباً... بل
كان يتعجب من رجل ينام في هذا الوقت المبارك... أتى طاووس رجلاً في
السَحَر فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحداً ينام في السَحَر...
أوجّه هذا التوجيه المبارك – أيها الأخوة والأخوات – إلى نفسي أولاً... ثم
إلى قارئ هذه الأسطر، لعلنا نسلك سلوك هذا العابد العالم فلا نترك هذا
الوقت المبارك يفلت من أيدينا... وأسأل الله لي ولكم أن يمدنا بمدد من
عنده، وقوة من لدنه، حتى نستيقظ في السحر ونخلو بربنا ونكون ممن قال الله
تعالى عنهم: (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون))...
لقد أخذ طاووس بصيب وافر من العبادة حتى أثمرت تلك العبادة شخصية مسلمة متميزة...
حلف إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه البنية ما رأيت أحداً الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووساً...
وهناك قصة قد تكون مصداقاً لهذا الكلام:
حج سليمان بن عبد الملك، فخرج حاجبه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قال:
ابعثوا إلي فقيهاً اسأله عن بعض المناسك... قال: فمرَّ طاووس فقالوا: هذا
طاووس اليماني... فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: اعفني،
فأبى... قال: فأدخله عليه... فقال طاووس: فلما وقفت بين يديه قُلتُ: إن
هذا المجلس يسألني الله عنه... فقلتُ: يا أمير المؤمنين إن صخرةً كانت على
شفير جُبٍّ في جهنم هوت فيها سبعين خريفاً حتى استقرت قرارها... أتدري لمن
أعدها الله؟... قال: لا... ثم قال: ويلك لمن أعدها الله؟؟... قلتُ: لِمَن
أشرَكَهُ الله في حُكمِهِ فجار... قال: فبكا لها سليمان...
وإليك بعض كلماته التي بثها بين أصحابه وتلامذته، التي إذا أردنا أن نشرح
كل واحدة منها لأخذت منا صفحات وصفحات، ولكني أترك للقارئ المجال أن يتفكر
في كلامه ويتخلص منه الفوائد والحكم:
قال طاووس: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه... حتى أنينه في مرضه...
البخل أن يبخل الإنسان بما في يديه... والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع...
ألا رجلٌ يقومُ بعشرِ آياتٍ من الليل فيصبح قد كُتِبَ له مائة حسنة أو أكثر من ذلك...
إن أكيس الكيِّس التقيُّ... وأعجز العجز الفجور... وإذا تزوج أحدكم
فليتزوج في معدنٍ صالحٍ... وإذا اطلعتم من رجل على عملِ فَجَرَة فاحذروهُ،
فإن لها أخوات...
قال طاووس: حلو الدنيا مُرُّ الآخرة... ومُرُّ الدنيا حلوُ الآخرة...
عن عبد الله بن طاووس قال: قال لي أبي: يا بُني صاحب العقلاءَ تُنسَب
إليهم وإن لم تكن منهم... ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن
منهم... وأعلم أن لكل شيء غاية... وغاية المرء حُسنُ خُلُقِهِ...
قال عطاء: جاءني طاووس، فقال لي: يا عطاء... إياك أن ترفَعَ حوائِجَك إلى
مَن أغلقَ دونَكَ بابَهُ، وجعلَ دونَكَ حجاباً... وعليك بطلبِ حوائجِكَ
إلى مَن بابُهُ مفتوحٌ لك إلى يومِ القيامة... طلبَ منكَ أن تدعوه،
ووعدَكََ الإجابة...
قال أبو عبد الله الشامي: قال أتيت طاووساً فخرج إليَّ ابنُهُ شيخٌ كبيرٌ
فقلتُ: أنت طاووس؟ فقال: أنا ابنه... قلتُ: فإن كنتَ ابنَهُ فإنّ الشيخ قد
خرف!! فقال: إن العالِمَ لا يخرف... فدخلتُ عليه، فقال لي طاووس: سل
وأوجز، قلت: إن أوجزت أوجزت لك، قال: تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا
التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟؟ قلت: نعم..
قال: خف الله تعالى مخافةً لا يكون عندك شئٌ أخوفَ منه... وأرجِه رجاءً هو أشدُ من خوفِك إياه... وأحبَّ للناسِ ما تحبُ لنفسك...
ولقد حج طاووس بن كيسان أربعين حجة في حياته!!!... حتى أنه توفي وهو يؤدي
هذه الفريضة في منى أو مزدلفة!!! ولكنه في مرة قام على صديق له مريض،
يرعاه ويخدمه حتى فاته موسم الحج...
هنا نقطة ينبهنا إليها علماؤنا... وهي: هل قيامنا بالحج والعمرة مرات ومرات أمر ممدوح في عصرنا هذا؟؟
علماؤنا يقولون: لا... بل أن تقوم بالحج والعمرة المفروضتين ثم أن تلتفت
إلى أمور أخرى ترعاها في مجتمعك وتنفق هذا المال الذي تضعه في حجاتك
وعمراتك في إغناء فقير أو تكفل يتيم أو رعاية أرملة أو قضاء دين عن مديون
أو دعماً للدعوة الإسلامية أو إنشاء مشروع فيه فائدة لمجتمعك هو أعظم
أجراً عند الله... قرر ذلك شيخنا يوسف القرضاوي وأيد ذلك شيخنا محمد سعيد
رمضان البوطي...
قد يكون هذا الأمر ممدوح لعالمنا وفقيهنا طاووس لأنه ربما رأى أن هذا أفضل
عمل يقوم به، وأنه ليس عليه أي واجب آخر أهم منه، أو ربما لحاجة الناس أن
يتعلموا المناسك في الحج... ولكننا نرى أن طاووس قد خدم مريضاً وقام على
شؤونه ووضع الحج جانباً، لأن ما قام به هو أهم من حج النافلة... نسأل الله
أن يفقهنا في ديننا...
قال أحدهم: مات طاووس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بالحرس قال
فلقد رأيت عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب واضعاً السرير على
كاهله... قال: فلقد سقطت قلنقطة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه – من
الزحام- توفي طاووس بالمزدلفة أو بمنى... فلما حُمِلَ أخذ عبد الله بن
الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر... رحمه
الله وجزاه عنا خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى