- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
معركة العقاب
الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 03:10
مرت دولة الموحدين بأدوار ثلاثة هي :
- دور نشوء وتأسيس ، ويتمثل بالمهدي بن تومرت ، وعبد المؤمن بن علي .
- دور العظمة ، ويتمثل بأبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ، ويعقوب المنصور ، وبداية عهد محمد الناصر .
- دور الضعف والسقوط ، وبدأ بعد هزيمة العقاب ، وحكم فيه ثمانية حكام .
فما هي معركة العقاب التي كانت أكبر سبب في سقوط دولة الموحدين ؟
عاون القشتاليون الفرنسيين على محاربة الانجليز سنة 1204 م ، وبعد أن عقد
الفرنسيون والإنجليز الصلح بتدخل البابا ، وأخذ ملك قشتالة ألفونسو يتأهب
لمحاربة المسلمين بكل ماله من قوى ، فحصن قلعة ( مورا ) الواقعة على
الحدود مع الأندلس الإسلامية سنة 1209م، ثم سار في جيش من القشتاليين
وفرسان قلعة رباح إلى الأندلس ، فأحرق زروع الحقول ، ونهب القرى ، وقتل
السكان ، وسبى منهم جموعاً كبيرة ، ثم عاد إلى قشتالة ودعا ملكي نافار
وأراغون ووثق معهما عهود الصلح ، وحصل منهما على وعد بتأييده ، كل ذلك
ليمحو وصمة هزيمة معركة الأرك .
وفي عام 1210م سار ألفونسو ثانية إلى الأندلس ، وخرب أراضي جيان وبياسة
وأندوجار ، ووصل إلى بساتين مرسية ، وعاد إلى عاصمة ملكه طليطلة مثقلاً
بالغنائم .
وحين ذاك أعلن سلطان الموحدين أبو عبد الله محمد الناصر الجهاد ، فحشد قوات كبيرة أرسلها من المغرب ، وقسمها إلى خمسة جيوش :
- الجيش الأول : من قبائل البربر .
- الجيش الثاني : من الجنود المغاربة .
- الجيش الثالث : من الجنود الموحدية النظامية .
- الجيش الرابع : من المتطوعة من جميع أنحاء المملكة .
- الجيش الخامس : هو جند الأندلس .
وقدر جيش أبي عبد الله محمد الناصر بنصف مليون مجاهد .
وفي 25 ذي القعدة سنة 607هـ ، مايو 1211م جاز الناصر بنفسه إلى الأندلس ، ونزل في جزيرة طريف ، ثم سار بعد أيام إلى إشبيلية .
وارتكب الناصر هنا خطأ فادحاً إذ أرسل خيرة جنده إلى حصن سلبطرة فأنهك
بذلك قواهم ، ولبث الجيش أمام الحصن ثمانية أشهر وهو ممتنع عليه ، وأصر
الناصر نزولاً على نصح وزيره أبي سعيد عثمان بن عبد الله بن إبراهيم ابن
جامع ، الإسباني الأصل !!!، الذي كان الموحدون يشكون في صدق نياته ، وكان
الناصر يضع فيه كل ثقته ، وأصر الوزير أن لا يتقدم الجيش قبل الاستيلاء
على حصن سلبطرة ، وهكذا استمر الحصار طوال الصيف حتى دخل الشتاء ، وعانى
المغاربة في الجبال الوعرة من ققطة الطقس ، كما أودى المرض بحياة آلاف
منهم ، وأخذت وسائل التموين لهذا الجيش الضخم تصعب وتتعثر .
وأرسل ألفونسو ولده فرديناند على رأس جيش نفذ إلى ولاية ( استراما دوره )
محاولاً أن يرغم الموحدين على رفع الحصار ، ولكن المحاولة لم تنجح ومات
فرديناند الذي أودت بحياته مشاق الحرب ، وسقطت قلعة سلبطرة أخيراً بيد
الموحدين ، بسبب الجوع الذي حل بها بعد انتهاء مخزونها من التموين ، ولكن
صمودها الكبير كان سببا ً في إنقاذ إسبانية النصرانية .
وراع هذا السقوط ألفونسو وجموع النصارى فخرج إلى قاصية أسبانيا مستنفراً
الأمراء والفرسان فاجتمعت له جموع عظيمة من إسبانية نفسها ومن أوروبا حتى
بلغ النفير إلى القسطنطينية .
وبعث البابا أنوسان الثالث إلى الأساقفة في جنوبي فرنسا بأن يعظوا رعاياهم
بأن يسيروا بأنفسهم وأموالهم لمؤازرة ملك قشتالة ، وأنه – أي البابا –
يمنح كل من لبى الدعوة الغفران التام .
وعقد ألفونسو مؤتمراً عقد في ( قونقة ) شهده بيدرو ملك أراغون ، ومندوبون
من قبل باقي ملوك النصارى ، وقبل انتهاء الشتاء من عام 1211م اجتمعت في
طليطلة عاصمة قشتالة قوات عظيمة من الفرنسيين والقشتاليين ومن فرسان قلعة
رباح و الاسبتارية والداودية ، وكانت رئاسة المحاربين بيد الأساقفة ،
ووصلت الإمدادات من ليون وجليقية والبرتغال ، وأرسلت إيطاليا وفرنسا
مقادير عظيمة من المال والسلاح والمؤن فتمكن بذلك ألفونسو من إمداد الجنود
بالرواتب المالية المغرية والهدايا النفيسة .
وأمر البابا بالصوم ثلاثة أيام والاكتفاء بالخبز والماء التماساً للنصر ،
وارتدى الرهبان السواد وساروا حفاة ، وأقيمت الصلوات الخاصة في الكنائس
طلباً للنصر .
وتأهب الجيش النصراني للسير ، وتقسم الجنود في ثلاثة جيوش ، وسار في
الطليعة جيش الوافدين، في ستين ومائة ألف محارب ، وكان الجيش الثاني
مؤلفاً من الأراغونيين والقطلونيين مع فرسان الداوية ، أما الجيش الثالث
فهو أضخم الجيوش الثلاثة ويقوده الأمير القشتالي سانشو فرنانديز ، ويقدر
عدده بثلاثين ألفاً .
وهاجم الجيوش النصرانية حصن ( مجلون ) وأبادوا جميع من فيه ، ثم هاجموا
قلعة رباح حتى سقطت المدينة في أيديهم واستسلم قائد الموحدين في القلعة
أبو الحجاج يوسف بن قادس على أن تنسحب الحامية بدون سلاح فوافق الطرفان
على هذا ، وانسحب خمسون ألفاً من الجيش النصراني إلى بلادهم لأن ملك
قشتالة لم يقتل الحامية .
وسار الملوك الثلاثة : ملك قشتالة وملك نافار وملك أرغون إلى مدينة سلبطرة فوجدوها محصنة فتركوها .
أما أبو عبد الله الناصر فإنه لما وصله ابن قادس مع الحامية أمر بقتله
اعتقاداً منه أنه قصر في ذلك ، استماعاً منه لنصيحة ابن جامع وزيره
المشبوه ، مما أثر على معنويات الجيش المسلم ، وغادر أبو عبد الله مع جيشه
مدينة جيان نحو بياسة ، بينما احتل النصارى قلعة ( فرال ) ثم غادروها
فاحتلها المسلمون على الأثر ، واختار النصارى مكاناً مرتفعاً يمكن أن
ينحدر منه جيشهم دون أن يستطيع الجيش المسلم إعاقته .
- دور نشوء وتأسيس ، ويتمثل بالمهدي بن تومرت ، وعبد المؤمن بن علي .
- دور العظمة ، ويتمثل بأبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ، ويعقوب المنصور ، وبداية عهد محمد الناصر .
- دور الضعف والسقوط ، وبدأ بعد هزيمة العقاب ، وحكم فيه ثمانية حكام .
فما هي معركة العقاب التي كانت أكبر سبب في سقوط دولة الموحدين ؟
عاون القشتاليون الفرنسيين على محاربة الانجليز سنة 1204 م ، وبعد أن عقد
الفرنسيون والإنجليز الصلح بتدخل البابا ، وأخذ ملك قشتالة ألفونسو يتأهب
لمحاربة المسلمين بكل ماله من قوى ، فحصن قلعة ( مورا ) الواقعة على
الحدود مع الأندلس الإسلامية سنة 1209م، ثم سار في جيش من القشتاليين
وفرسان قلعة رباح إلى الأندلس ، فأحرق زروع الحقول ، ونهب القرى ، وقتل
السكان ، وسبى منهم جموعاً كبيرة ، ثم عاد إلى قشتالة ودعا ملكي نافار
وأراغون ووثق معهما عهود الصلح ، وحصل منهما على وعد بتأييده ، كل ذلك
ليمحو وصمة هزيمة معركة الأرك .
وفي عام 1210م سار ألفونسو ثانية إلى الأندلس ، وخرب أراضي جيان وبياسة
وأندوجار ، ووصل إلى بساتين مرسية ، وعاد إلى عاصمة ملكه طليطلة مثقلاً
بالغنائم .
وحين ذاك أعلن سلطان الموحدين أبو عبد الله محمد الناصر الجهاد ، فحشد قوات كبيرة أرسلها من المغرب ، وقسمها إلى خمسة جيوش :
- الجيش الأول : من قبائل البربر .
- الجيش الثاني : من الجنود المغاربة .
- الجيش الثالث : من الجنود الموحدية النظامية .
- الجيش الرابع : من المتطوعة من جميع أنحاء المملكة .
- الجيش الخامس : هو جند الأندلس .
وقدر جيش أبي عبد الله محمد الناصر بنصف مليون مجاهد .
وفي 25 ذي القعدة سنة 607هـ ، مايو 1211م جاز الناصر بنفسه إلى الأندلس ، ونزل في جزيرة طريف ، ثم سار بعد أيام إلى إشبيلية .
وارتكب الناصر هنا خطأ فادحاً إذ أرسل خيرة جنده إلى حصن سلبطرة فأنهك
بذلك قواهم ، ولبث الجيش أمام الحصن ثمانية أشهر وهو ممتنع عليه ، وأصر
الناصر نزولاً على نصح وزيره أبي سعيد عثمان بن عبد الله بن إبراهيم ابن
جامع ، الإسباني الأصل !!!، الذي كان الموحدون يشكون في صدق نياته ، وكان
الناصر يضع فيه كل ثقته ، وأصر الوزير أن لا يتقدم الجيش قبل الاستيلاء
على حصن سلبطرة ، وهكذا استمر الحصار طوال الصيف حتى دخل الشتاء ، وعانى
المغاربة في الجبال الوعرة من ققطة الطقس ، كما أودى المرض بحياة آلاف
منهم ، وأخذت وسائل التموين لهذا الجيش الضخم تصعب وتتعثر .
وأرسل ألفونسو ولده فرديناند على رأس جيش نفذ إلى ولاية ( استراما دوره )
محاولاً أن يرغم الموحدين على رفع الحصار ، ولكن المحاولة لم تنجح ومات
فرديناند الذي أودت بحياته مشاق الحرب ، وسقطت قلعة سلبطرة أخيراً بيد
الموحدين ، بسبب الجوع الذي حل بها بعد انتهاء مخزونها من التموين ، ولكن
صمودها الكبير كان سببا ً في إنقاذ إسبانية النصرانية .
وراع هذا السقوط ألفونسو وجموع النصارى فخرج إلى قاصية أسبانيا مستنفراً
الأمراء والفرسان فاجتمعت له جموع عظيمة من إسبانية نفسها ومن أوروبا حتى
بلغ النفير إلى القسطنطينية .
وبعث البابا أنوسان الثالث إلى الأساقفة في جنوبي فرنسا بأن يعظوا رعاياهم
بأن يسيروا بأنفسهم وأموالهم لمؤازرة ملك قشتالة ، وأنه – أي البابا –
يمنح كل من لبى الدعوة الغفران التام .
وعقد ألفونسو مؤتمراً عقد في ( قونقة ) شهده بيدرو ملك أراغون ، ومندوبون
من قبل باقي ملوك النصارى ، وقبل انتهاء الشتاء من عام 1211م اجتمعت في
طليطلة عاصمة قشتالة قوات عظيمة من الفرنسيين والقشتاليين ومن فرسان قلعة
رباح و الاسبتارية والداودية ، وكانت رئاسة المحاربين بيد الأساقفة ،
ووصلت الإمدادات من ليون وجليقية والبرتغال ، وأرسلت إيطاليا وفرنسا
مقادير عظيمة من المال والسلاح والمؤن فتمكن بذلك ألفونسو من إمداد الجنود
بالرواتب المالية المغرية والهدايا النفيسة .
وأمر البابا بالصوم ثلاثة أيام والاكتفاء بالخبز والماء التماساً للنصر ،
وارتدى الرهبان السواد وساروا حفاة ، وأقيمت الصلوات الخاصة في الكنائس
طلباً للنصر .
وتأهب الجيش النصراني للسير ، وتقسم الجنود في ثلاثة جيوش ، وسار في
الطليعة جيش الوافدين، في ستين ومائة ألف محارب ، وكان الجيش الثاني
مؤلفاً من الأراغونيين والقطلونيين مع فرسان الداوية ، أما الجيش الثالث
فهو أضخم الجيوش الثلاثة ويقوده الأمير القشتالي سانشو فرنانديز ، ويقدر
عدده بثلاثين ألفاً .
وهاجم الجيوش النصرانية حصن ( مجلون ) وأبادوا جميع من فيه ، ثم هاجموا
قلعة رباح حتى سقطت المدينة في أيديهم واستسلم قائد الموحدين في القلعة
أبو الحجاج يوسف بن قادس على أن تنسحب الحامية بدون سلاح فوافق الطرفان
على هذا ، وانسحب خمسون ألفاً من الجيش النصراني إلى بلادهم لأن ملك
قشتالة لم يقتل الحامية .
وسار الملوك الثلاثة : ملك قشتالة وملك نافار وملك أرغون إلى مدينة سلبطرة فوجدوها محصنة فتركوها .
أما أبو عبد الله الناصر فإنه لما وصله ابن قادس مع الحامية أمر بقتله
اعتقاداً منه أنه قصر في ذلك ، استماعاً منه لنصيحة ابن جامع وزيره
المشبوه ، مما أثر على معنويات الجيش المسلم ، وغادر أبو عبد الله مع جيشه
مدينة جيان نحو بياسة ، بينما احتل النصارى قلعة ( فرال ) ثم غادروها
فاحتلها المسلمون على الأثر ، واختار النصارى مكاناً مرتفعاً يمكن أن
ينحدر منه جيشهم دون أن يستطيع الجيش المسلم إعاقته .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى