ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
ثانوية ساردو عبد القادر برج بونعامة الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
youyou17
youyou17
ذكر
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

دخول عصاة المؤمنين الجنة Empty دخول عصاة المؤمنين الجنة

الثلاثاء 25 أغسطس 2009, 02:45

إخراجهم من النار وإدخالهم الجنة بالشفاعة


روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن
(1) ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) فأماتتهم إماتة ، حتى
إذا كانوا فحماً، أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر (2) ، فبثوا على
أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحبة
تكون في حميل السيل". (3)

ولمسلم من حديث جابر بن عبد الله يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " إن أقواماً يخرجون من النار يحترقون فيها، إلا دارات وجوههم ،
حتى يدخلون الجنة ". (4)

وهؤلاء الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة يسميهم أهل الجنة بالجهنميين
، ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: " يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه
وسلم - ، فيدخلون الجنة ، يسمون الجهنميين ". (5)

وفي الصحيح أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: " يخرج (6) من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير، قلت : وما الثعارير؟
قال: الضغابيس ". (7)

وروى البخاري عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يخرج
قوم من النار بعدما مسهم منها سفع ، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة
الجهنميين". (Cool

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة الطويل في وصف الآخرة: " حتى إذا فرغ
الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار،
أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ، ممن أراد
الله أن يرحمه، ممن يقول: لا إله إلا الله ، فيعرفونهم في النار ،
يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله
على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار وقد امتحشوا (احترقوا)،
فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون منه ، كما تنبت الحبة في حميل السيل ".
(9)

وقد ورد في أكثر من حديث أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال
دينار أو نصف دينار أو مثقال ذرة من إيمان، بل يخرج أقواماً لم يعملوا
خيرا ً قط، ففي حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : " يدخل الله أهل الجنة الجنة ،يدخل من يشاء برحمته، ويدخل أهل
النار النار ، ثم يقول: " انظروا من وجدتم في قلبه حبة من خردل من إيمان
فأخرجوه.. ". (10)

وفي حديث جابر بن عبد الله في ورود النار: " ثم تحل الشفاعة، ويشفعون حتى
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير مثقال
شعيرة ، فيجعلون بفناء الجنة ، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء ، حتى
ينبتوا نبات الشيء في حميل السيل. ويذهب حراقه (11) ثم يسأل حتى يجعل له
الدنيا وعشرة أمثالها معها". (12)

وفي حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يخرج من
النار من قال: لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم
يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن برة، ثم
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن
الذرة". (13)



موقف الفِرَق من الشفاعة

أنكرت الخوارج والمعتزلة (14) شفاعة الشافعين في أهل الكبائر والذين أمر
بهم إلى النار أن لا يدخلوها،والذين دخلوها أن دخلوها أن يخرجوا منها، قال
القرطبي: " وهذه الشفاعة أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة، فمنعتها على
أصولهم الفاسدة وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح " .
(15)

وهذه المقولة المضادة للأحاديث الصحيحة المتواترة برزت والصحابة أحياء ،
روى مسلم في صحيحه عن يزيد الفقير، قال: " كنت قد شغفني رأي من رأي
الخوارج ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد الحج ، ثم نخرج على الناس ، قال:
فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم، جالس إلى سارية ،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فإذا هو ذكر الجهنميين ، قال:
فقلت له : يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون به والله يقول: ( إنك من
تدخل النار فقد أخزيته ) [ آل عمران:192] ، و ( كلما أرادوا أن يخرجوا
منها أعيدوا فيها ) [ السجدة:20]؟ فما هذا الذي تقولون: قال: فقال: أتقرأ
القرآن؟ قلت : نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام(يعني الذي يبعثه
الله فيه)؟ قلت: نعم ، قال: فإنه مقام محمد - صلى الله عليه وسلم -
المحمود الذي يخرج الله به من يخرج، قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس
عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك، قال: غير أنه قد زعم أن قوماً
يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها. قال: يعني فيخرجون كأنهم عيدان
السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنة فيغتسلون فيه ، فيخرجون كأنهم
القراطيس (16) ، فرجعنا قلنا: ويحكم، أترون الشيخ يكذب على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ؟ فرجعنا. فلا والله ، ما خرج منا غير رجل واحد".
(17)

والخوارج والمعتزلة تطرفوا في هذه المسألة إذ زعموا أن أهل الكبائر لا
يخرجون من النار،ولا تنفعهم شفاعة الشافعين، كما أن المرجئة تطرفوا في
الجانب المقابل حيث لم يقطعوا بدخول أحد من أهل الكبائر النار ، ويزعمون
أن أهل الكبائر جميعاً في الجنة من غير عذاب، وكلا الفريقين مخالف للسنة
المتواترة الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهم مخالفون لإجماع
سلف الأمة وأئمتها، وقد هدى الله أهل السنة والجماعة لما اختلفوا فيه من
الحق بإذنه، حيث ذهبوا إلى أن أهل الكبائر تحت مشيئة الله ، إن شاء غفر
لهم برحمته، وإن شاء عذبهم بذنوبهم، ثم أدخلهم الجنة برحمته، ( إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) [ النساء:48] وقال تعالى : (
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) [ الزمر:53] فالشرك لا يغفره الله ،
وما دونه تحت المشيئة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له . وحجة الخوارج في
نفي هذه الشفاعة الآيات الواردة في نفي الشفاعة التي يثبتها أهل الشرك ،
فأهل الشرك يعتقدون أن الشفاعة عند الله كالشفاعة في الدنيا ، يشفع الشافع
عند غيره بدون إذن منه، ويشفع الشافع عند غيره وإن لم يرض عن المشفوع له،
وهذا لا يكون عند الله تبارك وتعالى، وقد جاءت النصوص بإبطال هذا النوع من
الشفاعة، كما قال تعالى: ( واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا
يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ) [ البقرة:48]، وقال : ( فما تنفعهم
شفاعة الشافعين ) [المدثر:48]، وقال: ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
) [ غافر:18]، وقد جاءت النصوص مبينة أن الشفاعة عند الله لا تكون إلا
بإذنه، ولا تكون إلا بعد أن يرضى عن الشافع والمشفوع له: ( من ذا الذي
يشفع عنده إلا بإذنه ) [البقرة:255] وقال: ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) [
الأنبياء:28]، وقال : ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا
من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) [ النجم:26]، وقال عن الملائكة
أيضاً: ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من
خشيته مشفقون ) [الأنبياء:28]، وقال: ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن
له ) [ سبأ:23].

فهذه النصوص تنفي الشفاعة التي أثبتها المشركون للملائكة والأنبياء
والصالحين وتبطلها، وتثبت الشفاعة التي تكون بإذن الله ورضاه عن الشافع
والمشفوع ، والله لا يرضى عن الكفرة المشركين، أما عصاة أهل التوحيد ،
فيشفع فيهم الشافعون، ولا يشفعون لمشرك. روى البخاري في صحيحه عن أبي
هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك
يوم القيامة ؟ قال: " لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث
أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم
القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قِبل نفسه ". (18)

--------------------------------

(1) لكن هنا مخففة مهملة لا تعمل .

(2) جماعات جماعات .

(3) رواه مسلم، كتاب الإيمان ، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، (1/172). رقم : 185.

(4) رواه مسلم كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة، (1/178) ، ودارات وجوههم: ما يحيط بالوجه من جوانبه.

(5) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري: (11/418) ولهم ذكر في حديث جابر عند مسلم : (1/179).

(6) أي أقوام .

(7) رواه البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري:
(11/416) والثعايير: قثاء صغار ، والضغبوس: نبت يخرج قدر شبر في دقة
الأصبع لا ورق له، فيه حموضة . والمقصود (وصفهم بالبياض والدقة ).

(Cool المصدر السباق ، فتح الباري: (11/416).

(9) صحيح مسلم، كتاب الإيمان ، باب الرؤية: (1/299) ،حديث رقم : (182).

(10) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين: (1/172).

(11) حراقة : معناه أثر النار ، والضمير في (حراقه) يعود على المخرجين .

(12) صحيح مسلم ، باب أدنى أهل الجنة منزلة: (1/178).

(13) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة: (1/182). والأحاديث في هذا كثيرة.

(14) الخوارج فرقة خرجت بعد معركة صفين كفّرت علياً ومعاوية، ومن معهما،
وزعمت أن أهل المعاصي مخلدون في النار، والمعتزلة أتباع واصل بن عطاء
ذهبوا مذهب المعتزلة ، في القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار، وتوقفوا
في أمرهم في الدنيا .

(15) التذكرة للقرطبي: ص249.

(16) الصحف التي يكتب فيها .

(17) صحيح مسلم، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة،(1/179)، ورقمه:191.

(18) رواه البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري:(11/418).
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى