- youyou17
عدد الرسائل : 2077
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 12/05/2009
قصة ذي الكفل
الإثنين 24 أغسطس 2009, 18:35
ال الله تعالى بعد قصة أيوب في سورة الأنبياء : " وإسماعيل
وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين
" .
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص : " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق
ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم
عندنا لمن المصطفين الأخيار * واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من
الأخيار " .
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة
الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاة والسلام ، وهذا هو المشهور .
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً ، وإنما كان رجلاً صالحاً وحكماً مقسطاً عادلاً . وتوقف ابن جرير في ذلك . . فالله أعلم .
وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً
صالحاً . وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ، ويقضي بينهم بالعدل
ففعل فسمي ذا الكفل .
وروى ابن جرير وابن حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال
: لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في
حياتي ، حيث أنظر كيف يعمل . فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث
أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب .
قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار وتقوم
الليل ولا تغضب ؟ قال : نعم . قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها في اليوم
الآخر ، فسكت أناس ، وقام ذلك الرجل فقال: أنا . أستخلفه .
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك ، فقال :
دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة
، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا ؟
قال : شيخ كبير مظلوم . قام : فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال : إن
بيني وبين قومي خصومة ، وأنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا ، وجعل يطول عليه
حتى حضر الرواح وذهبت القائلة . فقال : إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك .
فانطلق رواح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه .
فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه ، فلما رجع إلى
القائلة أخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير
المظلوم . ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فأتني ؟ قال : إنهم أخبث
قوم ، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا : نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني . قال :
فانطلق فإذا رحت فأتني .
قال : ففاتته القائلة ، فراح فجعل ينتظره فلا يراه ، شق عليه النعاس فقال
لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق على
النوم . فلما كان تلك الساعة جاء ، فقال له الرجل ، وراءك وراءك . فقال :
قد أتيته أمس وذكرت له أمرى . فقال : لا والله ، لقد أمرنا أن لا ندع
أحداً يقربه . فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها ، فإذا هو في
البيت ، وإذا هو يدق الباب من داخل . قال : فاستيقظ الرجل ، فقال : يا
فلان . . ألم آمرك ؟ قال : أما من قبلي والله فلم تؤت ، فانظر من أين أتيت
؟
قال : فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ، وإذا الرجل معه في البيت
فعرفه . فقال : أعدو الله ؟ قال : نعم ؟ أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما
ترى لأغضبك .
فسماه الله ذا الكفل ، لأنه تكفل بأمر فوفي به !
وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق وهكذا روى
عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر ، وغيرهم من السلف
نحو هذا .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا أبو الجماهر ، أنبأنا سعيد بن بشير
، حدثنا قتادة ، عن كنانة بن الأخنس ، قال : سمعت الأشعري - يعني أبا موسى
رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول : ما كان ذو الكفل نبياً ، ولكن .
. . كان رجل صالح كل يوم مائة صلاة ، فتكفل له ذو الكفل من بعده في فكان
يصلى كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل .
ورواه ابن جرير من طريق عبد الرزاق ، عن معمر . عن قتادة ، قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعاً .
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن
عبد الله ابن عبد الله عن سعد مولي طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين - حتى عد
سبع مرار - لم أحدث به ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك قال : " كان الكفل من
بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينا راً
على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ، فقال لها
، ما يبكيك ؟ أأكرهتك ؟ قالت : لا ، ولكن هذا عمل لم أعمله قط ، وإنما
حملتني عليه الحاجة . قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ! ثم نزل فقال :
اذهبي بالدنانير لك . ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبداً ، فمات من
ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : قد غفر الله للكفل " .
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال : حسن ، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر .
فهو حديث غريب جداً وفي إسناده نظر ، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم : لا
أعرفه إلا بحديث واحد . ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد
الله الرازي هذا . . فالله أعلم .
وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث : الكفل من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن . . فالله تعالى أعلم .
وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين
" .
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص : " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق
ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم
عندنا لمن المصطفين الأخيار * واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من
الأخيار " .
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة
الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاة والسلام ، وهذا هو المشهور .
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً ، وإنما كان رجلاً صالحاً وحكماً مقسطاً عادلاً . وتوقف ابن جرير في ذلك . . فالله أعلم .
وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً
صالحاً . وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ، ويقضي بينهم بالعدل
ففعل فسمي ذا الكفل .
وروى ابن جرير وابن حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال
: لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في
حياتي ، حيث أنظر كيف يعمل . فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث
أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب .
قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار وتقوم
الليل ولا تغضب ؟ قال : نعم . قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها في اليوم
الآخر ، فسكت أناس ، وقام ذلك الرجل فقال: أنا . أستخلفه .
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك ، فقال :
دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة
، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا ؟
قال : شيخ كبير مظلوم . قام : فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه ، فقال : إن
بيني وبين قومي خصومة ، وأنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا ، وجعل يطول عليه
حتى حضر الرواح وذهبت القائلة . فقال : إذا رحت فإنني آخذ لك بحقك .
فانطلق رواح فكان في مجلسه ، فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه .
فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه ، فلما رجع إلى
القائلة أخذ مضجعه أتاه فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير
المظلوم . ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فأتني ؟ قال : إنهم أخبث
قوم ، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا : نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني . قال :
فانطلق فإذا رحت فأتني .
قال : ففاتته القائلة ، فراح فجعل ينتظره فلا يراه ، شق عليه النعاس فقال
لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق على
النوم . فلما كان تلك الساعة جاء ، فقال له الرجل ، وراءك وراءك . فقال :
قد أتيته أمس وذكرت له أمرى . فقال : لا والله ، لقد أمرنا أن لا ندع
أحداً يقربه . فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها ، فإذا هو في
البيت ، وإذا هو يدق الباب من داخل . قال : فاستيقظ الرجل ، فقال : يا
فلان . . ألم آمرك ؟ قال : أما من قبلي والله فلم تؤت ، فانظر من أين أتيت
؟
قال : فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ، وإذا الرجل معه في البيت
فعرفه . فقال : أعدو الله ؟ قال : نعم ؟ أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما
ترى لأغضبك .
فسماه الله ذا الكفل ، لأنه تكفل بأمر فوفي به !
وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس قريباً من هذا السياق وهكذا روى
عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر ، وغيرهم من السلف
نحو هذا .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا أبو الجماهر ، أنبأنا سعيد بن بشير
، حدثنا قتادة ، عن كنانة بن الأخنس ، قال : سمعت الأشعري - يعني أبا موسى
رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول : ما كان ذو الكفل نبياً ، ولكن .
. . كان رجل صالح كل يوم مائة صلاة ، فتكفل له ذو الكفل من بعده في فكان
يصلى كل يوم مائة صلاة ، فسمي ذا الكفل .
ورواه ابن جرير من طريق عبد الرزاق ، عن معمر . عن قتادة ، قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعاً .
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن
عبد الله ابن عبد الله عن سعد مولي طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين - حتى عد
سبع مرار - لم أحدث به ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك قال : " كان الكفل من
بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينا راً
على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ، فقال لها
، ما يبكيك ؟ أأكرهتك ؟ قالت : لا ، ولكن هذا عمل لم أعمله قط ، وإنما
حملتني عليه الحاجة . قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ! ثم نزل فقال :
اذهبي بالدنانير لك . ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبداً ، فمات من
ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : قد غفر الله للكفل " .
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال : حسن ، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر .
فهو حديث غريب جداً وفي إسناده نظر ، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم : لا
أعرفه إلا بحديث واحد . ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد
الله الرازي هذا . . فالله أعلم .
وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث : الكفل من غير إضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن . . فالله تعالى أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى